الثلاثاء، 17 يوليو 2007

الإخوان قوه نحتاجها ألا تكون كالنظام

أنا هنا في هذه الزاويه أنقد التيارات والقوي السياسيه القائمه والتي لن يستطيع أحد أن يماري في مدي وطنيتها وانتمائها لمصر وللشعب المصري ودافعي في هذا النقد هو مصلحة مصر وليس مصلحة هذه التيارات في حد ذاتها وقد بدأت بالإخوان نظرا لما لها من ثقل في الشارع المصري لا يستطيع أن ينكره منصف وبرغم إختلافي الشخصي مع الإخوان المسلمين كحركه لا تعتمد منهجيه واضحه في التعامل_ وسوف أبين هذا إلا أنها قد إستطاعت أن تحقق تواجداً ملموسا ً في الشارع المصري وهو للأسف ليس تواجداً قديماً قدم الجماعه ذاتها فالجماعه التي أسسها الإمام حسن البنا في عام 1928 لم تكن تحقق تواجداً بالقدر الذي يرضي طموحات الإخوان أنفسهم ولكن نظراً لغباء النظام وتعسفه الأمني في التعامل معهم تحققت لهم أرضيه في الشارع المصري بنيت علي التعاطف المعروف من الشعب المصري مع الخصم الضعيف وهو المكان الذي وضعهم فيه النظام بسوء تصرف واضح لكن هذا يأخذنا لشؤال مهم ألا وهو هل إستطاع الإخوان أن يستغلوا هذه السقطه في تعامل النظام معهم لإكتساب أرضيه راسخه في الشارع المصري

وأنا شوف أحاول اأن أجيب عن هذا التساؤل في السطور القادمه مستخدماً أديولوجية الإخوان وإستراتيجياتهم في تحليل الموقف ماضياً وحاضراً

جماعة الأخوان المسلمين وإختلافي الأول معهم ينبع من الأسم_ أسسها الإمام حسن البنا في عام 1928 كجماعه دعويه فقط لا غير ويتضح هذا من بدايتها في محافظة الإسماعيليه وليس في العاصمه وبدأت في محيط ضيق وبنشاط لا يتعدي دروساً في التفسير والسيره النبويه ومكع تفاقم الأزمه الوطنيه في مقابلة الإحتلال الإنجليزي تم تأسيس التنظيم السري في أربعينيات القرن العشرين وتم التوسع بالنشاط وبدعوة الجماعه ولكن التنظيم السري مالبث أن إستفحل وتخطي حدود سيطرة الإمام ذاته وبدأ في القيام بعمليات ضد المصريين المتعاملين مع الإنجليز ومع السرايا وبمبررات واهيه لا تجيز هذا التعامل الدموي وكانت سلسله من الأغتيالات منها مثباً لا حصراً إغتيال المستشار أحمد الخازندار وكذلك إغتيال محمود فهمي النقراشي والتي أدت إلي إغتيال سلطات الإحتلال للإمام حسن البنا نفسه في عام 1943 ومع قيام تنظيم الضباط الأحرار قامت بينه وبين الجماعه علاقة وطيده عن طريق بعض الضباط الذين كانوا ينتمون للجماعه وكان تحالفاً بين رأس التنظيم الحقيقي جمال عبد الناصر وبين المرشد الثاني المستشار حسن الهضيبي تم فيه القسم علي السيف والمصحف ولكن بعد قيام الثوره بوقت قليل ما لبث الإخوان أن طالبوا جمال عبد الناصر بإقامة الحكم الإسلامي في مصر وهو ما رفضه جمال عبد الناصر لإعتبارات المرحله وكان الرد من جانب الإخوان بمحاولة إغتيال جمال عبد الناصر في حادث المنشيه في عام 1954_ يحاول البعض أن يسوق أدله تثبت ككذب هذه المحاوله رغم إعترافات محمود عبد اللطيف القائم بها_ وهو ما بدأت معه مرحلة التصعيد الكبري ضد الإخوان من قبل النظام ولم تكن آخر نتائجها عملية إعدام الشيخ سيد قطب رغم إختلافي معه وهو ما يكفي لإثباته قراءة كتابه الأشهر معالم في الطريق واستمرت الحقبه الناصريه وكذللك جزء من فترة حكم السادات فتره عصيبه علي الإخوان إلي أن أطلق يدهم السادات للتخلص من التيارات الشيوعيه المواليه للناصريه وتم هذا في صفقه صريحه بين المرشد الإمام عمر التلمساني والرئيس المؤمن محمد أنور السادات وطبعاً المؤمن دي مش تريقه وقد إستفحل التنظيم لدرجة خروجه من قبضة السادات بل إنه قد خرج من قبضة المرشد نفسه وبدأت عملية الإنقسامات التي أنجبت جماعات أخري كالجهاد مثلاً والتي أنهت حياة السادات بشكل دراماتيكي متوقع آنفاً وظل إستفحالها لوقت قريب من حكم الرئيس المؤمن أيضاً محمد حسني مبارك ورغم التضييق الأمني علي جماعة الإخوان المسلمين في نهاية عقد الثمانينيات وبداية التسعينيات إلا أنها إستطاعت أن تحقق إنتشاراً شديداً بين صفوف الشعب المصري عن طريق تبنيها لإستراتيجية إعداغد الكوادر منذ الطفوله في المساجد والزوايا وفي غفله من النظام وفي بداية القرن الجديد ونتيجة إنتشار وسائل الإعلام أدي ذلك إلي الضغط علي النظام في عمليات الحصار السياسي علي الإخوان وهو ماقفز بعدد مقاعدهم في مجلس الشعب إلي 17 مقعد في إنتخابات 2000 في سابقه هي الأولي في التاريخ الإخواني وإستمر المد إلي أن وصلت مقاعدهم في إنتخابات 2005 إلي 88 مقعداً

نأتي الآن إلي النقطه الأهم بعد إستعراض التاريخ الخاص بالجماعه بشكل سريع وهي أخطاء الجماعه ومغالطاتها الناتجه عن عمد أو عن سوء فهم وبداية من الإسم الذي أشرت إلي إختلافي معه وهو الذي يعتمد صيغه إحتكاريه واضحه وناتجه عن التعريف بالألف واللام وبهذا الشكل فهي صيغه نافيه للبعد الإيماني والإسلامي لدي أي طائفه أخري من طوائف الشعب

كذللك من ضمن أخطاء الإخوان عدم ترتيبها للإهتمامات والأولويات وعدم تقديمها لمشروع سياسي واضح ففي الوقت الذي ترتكز الجماعه علي ميراث قائم من التبجيل لآراء الإمام حسن البنا الذي كفّر الأحزاب واعتبرها خارج الإطار والنظام الإسلامي نراهم تارة يعلنون رغبتهم في تشكيل حزب سياسي وتارة أخري يرفضون ذلك وهو ما يطرح تساؤلا عن استراتيجيات الجماعه ومن يضعها ويرتب أولوياتها وخطابها الإعلامي كما أن خطابالجماعه يشوبه الكثير من المواربات غير الواضحه ومثالاً شعار الجماعه في إنتخابات مجلس الشعب وهو الإسلام هو الحل دون طرح لأي برنامج عمل يوضح كيفية الحل الإسلامي وهو ما يطرح معني آخر من ناحيه مقابله وهو نفيهم لوجود الإسلام فالمجتمع طبقاً لشعارهم فإن حل مشكلاته تكمن في الإسلام وبما أن المشكلات قائمه فبذلك يكون الإسلام غائب

كذللك فالأخوان من حيث يريدون أن يعارضوا النظام نجدهم يساندوه ولا يخفي علي أي محلل سياسي ثاقب النظره أن يكتشف أن ال 88 مقعد في مجلس الشعب تم تمريرهم بموافقة الحزب الوطني ولأغراض كثيره تحققت وتتحقق وإن لم يكونوا جميعهم للإنصاف نظراً لإعتماد الإخوان علي بعض القيادات الشعبيه ذات الأرضيه الراسخه والتي لن يجدي معها عمليات التزوير من قبل النظام

وأنا لا أنفي وطنية وصدق الأخوان وحرصهم علي مصلحة البلاد ولكن الأمر يحتاج إلي كثير من المراجعات فالطريق إلي جهنم ملئ بالنوايا الحسنه
ونحن كسكان لهذه البلد يهمنا أمره كمثل الأخوان وربما أكثر
حيث أن الإخوان يتكئون علي تنظيماً دولياً لهم يساندهم ويقدم لهم العون
وقد فعل ذلك معهم في فترة تشرد الإخوان وهجرة قياداتها
ولذلك فنحن نهتم بهذه البلد أكثر من الإخوان ومن النظام لأننا لا نعلم لنا بديلاً عنها
وأنا أقصد بنحن الفئه العظمي الغالبه من الشعب
الذين لا يشغلون أنفسهم بصراعات السياسه والسلطه أو لم يعطهم النظام الفرصه لأن يشغلوا أنفسهم ولم يحاول الإخوان وغيررهم من التنظيمات التي تلعب في الساحه السياسه المصريه
أن يكونوا عنصراً فاعلاً في المعادله السياسيه
الإخوان كتنظيم سياسي أو جماعه دعويه كما أراد لها مرشدها ومؤسسها الإمام الأول حسن البنا
من المفترض أنها كتيار سياسي يسعي لأن يصعد للسلطه أن يكون مكشوفاً علي الجماهير
لأ أن نري الإخوان جماعهة سريه لا نعلم عنها أدني شئ
فأعداد الجمكاعه وأعداد المنتمين لها سر حربي بالنسبه للجماعه وكذلك أموال ومصادر تمويل الجماعه
وهذا من المفترض أنه من أساسيات التعامل السياسي مع الجماهير التي يستمد منها أي تنظيم مشروعيته وقوته وهذه الجماهير هي من أعطت للإخوان 88 مقعداّ في إنتخابات مجلس الشعب بعد تهاون النظام لغرض في نفس يعقوب
قد يخرج علينا أحد أعضاء الجماعه بأن الإعلان عن هذه البيانات ليس في مصلحة الجماعه لأنها تتعرض لهجمه شرسه من قبل النظام وهذه السريه هي خط الدفاع الأوحد في مواجهة هذه الهجمه
ولكن الواقع يقول أن النظام يعلم هذه البيانات بمثل طريقة صياغتها وتسجيلهاا في دفاتر الغخوان والوحيدون الذين لا يعلمون أي شئ عن الإخوان هم القواعد الشعبيه التي لا تنتمي بطريقه مباشره9 للجماعه والتي هي سندها الأقوي
إذاً فاتلموضوع يحتاج من الإخوان لمراجعه لسياسات العمل وإستراتيجيات التفاعل والتعامل مع الشارع
لأن الغموض الذي يكتنف برامج وسياسات الإخوان يساهم بأكثر من حرب النظام في إفقادها قواعدها وقوتاه في الشارع
فالأقباط يتخوفون من الإخوان إذا وصلوا للسلطه في ظل غموض موقفهم من الآخر الديني
والنساء يتخوفن منهم أيضاً علي خلفية نظام إسلامي متشدد في إيران
والمثقفون يتخوفون نتيجة تراث حالي وسابق من الهجمات والمصادرات علي يد أعضاء الإخوان في مجلس الشعب وأجنحتهم في مجمع البحوث الإسلاميه
وأنا أتخوف من وصول جماعه لا نعلم عن سياساتها أي شئ لنفاجئ بان مصر أصبحت كالمملكه العربيه السعوديه أو إيران أو فلسطين تحت حكم حماس
نحتاج للإخوان كتيار سياسي قوي في الشارع وفي مواجهة النظام
ونحتاج للشفافيه والوضوح فيما بيننا وبينها
ولابد إن أرادت جماعة الإخوان أن تصل إلي ماتصبو إليه
أن تعلن مواقفها بوضوح
لأن التناقض المستفز يثير الهلع
هم يسيرون علي نهج البنا المرشد الأول والذي إعتبر الأحزاب كفر وضلال
ونجدهم يعلنون موافقتهم علي أن يكون لهم حزب سياسي
وكأن الموضوع لعبه
لتحقيق مكسب
وبطريقة المثل الشعبي القائل إللي تغلب به إلعبه
في إيه يا جماعه
حددوا مواقفكم
هاتبقوا إنتوا والنظام مش كفايه بلوي واحده

هناك 3 تعليقات:

محمد مارو يقول...

عزيزى الكاتب
شكرا اوى ع سردك لمراحل تطور الاخوان المسلمين
ثانيا انا مش فاهم ازاى واحد رافع شعار جيفارا و جاى بيتكلم عن الاخوان
ما انت لازم تطلع فيهم القطط الفاطسه
عزيزى الكاتب
انت فى مقالك بتشكر فى الاخوان و عمال تقول كلام كويس زى ( وأنا لا أنفي وطنية وصدق الأخوان وحرصهم علي مصلحة البلاد ولكن الأمر يحتاج إلي كثير من المراجعات فالطريق إلي جهنم ملئ بالنوايا الحسنه
ونحن كسكان لهذه البلد يهمنا أمره كمثل الأخوان وربما أكثر )
و فى اخر المقال بتشتمهم و تقول كفايه علينا بالوى واحده
عزيزى الكاتب
انا ادام واحد بيقول انا هطبق منهمج الله و منهج الرسول
وواحد تانى بيقول انا هطبق منهج مبارك و الحزب الوطنى (طبعا انا لا اقارن لله العزه و لرسوله طبعا و لله المثل الاعلى )
اختار مين بالله عليك
حتى لو الاخوان مش هينفذوا بس اسمى اخترت اللى رافع شعار الحق و الاسلام
و ع فكره انا مش اخوانى و لا سيوعى
و شكرا محمد مارو

ابن رشد يقول...

اخي جيفارا اعتقد انا معاك في كل اللي اللي انت قلته و انا كدة يبقى معايا حق لما قلت انا مش معاهم
في مقالي عن الاخوان
http://masryforever.blogspot.com/2007/04/blog-post_23.html

ahmed mefrh يقول...

اخى جيفارا
السلام عليكم
اذا كان ما تحدثت عنه فى مقالكم هو رايكم الذى لال تحب ان تفرط فيهااو لا تحب ان يناقشه معك احد فمن الافضل الا ندخل فى مناقشات و جدالات حول الموضوع الذى كتبته
لانه ليس اول مرة و لا اخر مرة نتحدث و نتناقش مع الاخوة فى التيارات المختلفه القوميه كانت او الاشتراكيه او الثوريه عننا نحن الاخوان المسلمين
اما اذا كان ما كتبته هو نقل تشبعت به ارائك و يمكن ان تتحدث فيه و فى نقضه فنحن على استعداد لذلك
الا ان النقطه الاهم اخى جيفارا اننا فى صف واحد امام استبداد و فساد هذا النظام الحاكم نظاممباركط و حاشيته
و هذا من وجهه نظرى هو الاهم