الثلاثاء، 17 يوليو 2007

مبارك يريد جمال في الضوء كي يبقي علاء في الظل

مبارك يسعي لأن يدخل جمال دائرة الضوء

كي يبقي علاء في الظل

يتحدث الجميع في مصر علي إختلاف إنتماءاتهم ومشاربهم عن قضية التوريث في مصر منذ أن بدأت أن تلوح في الآفاق منم عدة سنوات وبالضبط منذ أن أخذ مبارك قراراً منفرداً بتصعيد جمال مبارك داخل الحزب الوطني ومؤسسة الرئاسه علي غير سابقه من خبره سياسيه

والحقيقه أن الجميع دون إختلاف ينظرون إلي قصية التوريث من منظور ضيق للغايه دون وعي أو تحليل دقيق للأسباب التي دعت مبارك لأن يتخث مثل هذا القرار متغاضياً عن الرفض ااشعبي والسياسي من الداخل والخارج لفكرة التوريث من حيث المبدأ

ووصل التيسيط المخل إلي حد تحليل البعض لأسباب هذا القرار غير الرشيد إلي أنه إستجابه لضغط السيده الأولي التي تريد أن تري إبنها في موقع القياده كسلوك طبيعي لأي أم تريد ان يكون أبنائها في أفضل المواقع بغض النظر عن من سيدفع ثمن هذا الموقع فهي نظره ذاتيه ضيقه يدعمها أن القرد في عين أمه غزال طبقاً للمثل الشعبي وهو بالتالي ما يجعل السيده الأولي مقتنعه أن زوجها هو أفضل رئيس للدوله وأن إبنها هو الوحيد الذي من الممكن أن يكون أفضل منه في هذا الموقع

وطبيعي أن تري السيده الأولي كل الأمور من هذا المنظور طبقاً لأن الرئيس هو من جعلها سيده أولي في بلد كمصر بعد أن كانت سيده عاديه وحملت البكالوريوس والماجستير بعد أن كانت من حملة المؤهلات المتوسطه وأنا شخصياً لا أعتبر هذه النظره شوفينيه من السيده الأولي

لكن بالنسبه لموضوع التوريث فإن الموضوع يتعدي هذا التفسير الضيق وغيره من التفسيرات

الأخري التي تحصر الموضوع في الدائره الأبويه أيضاً بمعني أن الرئيس يري أن الأفضليه لجمال أو انه لا يريد أن يصبح أحداً في موقعه سوي إبنه إعمالاً للمبدأ الذي أجريناه علي السيده الأولي

فمنطقياً انه كما يريد الرئيس التميز لنجله فإنه لا يريد له الضرر بأي حال من الأحوال

وهو يعلم أعباء الرئاسه الجمه ومشاكلها التي لن ينجو منها جمال بالطبع كما أنه أكثر من يعلم أن جمال لا يصلح لهذا المنصب

ليس عن عقليه سياسيه واعيه ناقده ولكن بواقع فعلي من الممارسه وعلي خلفية أن التكرار يعلم الشطار

لكن واقعياً أيضاً وعملياً فإن الرئيس مبارك لا يجد البديل لهذه الفكره

والسبب بساطه

هو أن الرئيس مبارك يريد جمال في مؤسسة الرئاسه أو في دائرة الضوء الأولي وفي صدارة المشهد في أقل الإحتمالات لكي يبقي علاء في دائرة الظل

والموضوع بدقه أكبر ليس في علاء شخصياً ولكنه يتعدي إلي العائله لمباركيه كاملة وإلي عائلة السيده الأولي أيضاً

بمعني أن الرئيس مبارك يعلم أن الدائره الضيقه في العائله وهي الأسره الصغيره قد حققت مكتسبات كبيره علي المستوي المادي والإجتماعي من مؤسسة الرئاسه ولا يريد لها أن تفقد هذه المكتسبات

كما أنه يعلم ان المحيط الأوسع من العائله قد حقق مايقرب من هذه المكتسبات علي الأقل في النطاق المادي وإن ظلوا بعيداً عن دائرة الضوء

فالرئيس مبارك يعلم أن ثمة إستغلال غير مشروع لمؤسسة الحكم من قبل العائله الخاصه بسيادته وهو يريد أن يحافظ لهم لا علي هذا الإستغلال ولكن علي ما جنوه من خلفه

بمعني أن الرئيس مبارك الذي نكل بعائلة معلمه وصاحب الفضل الأول والأخير عليه من البشر عائلة الرئيس الراحل السادات

هو لا يريد بأي حال من الأحوال أن يأتي من يفعل بعائلته مثل هذا

مبارك الذي حاكم أقطاب عائلة السادات متمثله في عصمت السادات وأبنائه وأحالهم إلي محكمة القيم لا يريد أن يحدث هذا مع عائلته

ورغم أنه ألغي محكمة ال قيم إلا أنه يعلم أن القادم الجديد إذا كان منخارج الدائره العائليه أو المواليه للعائله فإنه لن يعدم طريقه أو أخري للتنكيل بالعائله خاصة أن سجلاتها متسعه ومليئه بما يسهل المهمه علي كل من يريد أن يحاكمهم علي إستغلال فج لوظيفه رسميه تمثلت في إثراء كبير في كل مستويات العائله بل وفي محيط الدائره الأسريه التي كان من المفترض أن تتعامل بوعي أكبر نظراً لأنها في دائرة الضوء

الرئيس مبارك لا يريد أن يحال أخواته وأبنائهم إلي المحاكمه ولا أن يقف علاء في قفص الإتهام ولا أن يلبس اللواء منير ثابت وأبنائه الأساور الفضيه ولا أن يغامر بإحتمال أن يقع هذا حتي وإن كان متأكداً أن الأوراق متستفه والسجلات نظيفه علي المستوي القانوني لأنه يعلم طبقاً لخبرته السابقه في التنكيل بمن يريد أن الأبواب دائماً مفتوحه علي إرادة السيد الرئيس وأن المحاكم العسكريه والقضاه الرسميون لن يتورعوا عن القيام بنفس الدور الذي عودهم علي القيام به

وفي رأيي الخاص أن هذا هو السبب الأول بل والأوحد في أن يسعي مبارك أن يكون خليفته هو جمال مبارك لا أحد آخر وإن تعذر فليس أقل من أن يكون احد أبناء المنظومه التي تربت علي حب العائله أو علي تنازلاتها وإكرامها بما يدفعهم ارد الدين بالتغاضي عن العائله وهو ما يفسر إتساع دائرة نفوذ رجال الأعمال في النشاط السياسي وتصعيدهم بشكل غير مسبوق

حتي تكون البدائل المتاحه هي كلها في سياق الحفاظ علي مكتسبات العائله الماله ومن يسعون في فلكها وأن يكون الرئيس القادم إن لمة يكن هو جمال مبارك نفسه

فلابد أن يكون ممن عملوا في المنظومه وتشربوا أهدافها ومبادئها كما أنه من أصحاب المصالح السابقه مع النظام

وممن يمتلكون سجلاً أسود يمنعهم من محاكمة العصر بكل ما فيه

وعلي هذا التفسير الذي آراعه التفسير الوحيد الصحيح والمنطقي

فكما أنني أرفض التوريث إلا أنني أدعو الجميع إلي الحذر والإنتباه

قد يسير سيناريو التوريث عكس ما نخطط ونعارض وفي النهايه سوفتكون المحصله واحده

لأنني أري ان المشكله ليست في جمال أو مبارك نفسه ولكن المشكله تكمن في المنظومه الحاكمه التي مالم تتبدل فلن يكون مجدياً أن تتغير الوجوه بعكس ما نريد أو بما يوافق رفضنا لمبدأ توريث االسلطه

قد يمرر مبارك التوريث إلي أي شخص غير جمال لأن المهم في الموضوع أن يبقي علائ وباقي العائله في الظل لا أن يدخل جمال في دائرة الضوء لأن هذا ليس هو الهدف الأعلي

الأولويه هي التي تحكم الرئيس ونحن ننساق إلي معارضة التوريث دون وعي بأسبابه ودوافعه بما يبشرنا بإنتصار وهمي بعدم إمساك جمال بمقاليد الأمور لكننا في الحقيقه نكون قد خسرنا خساره فادحه

لأن مبارك سيكون قد حقق مايريد بإستمرار منظومته في أداء عملها بنفس الطريقه وإستمرار إرادته في النفاذ بأن يبقي علاء وأعمامه وأخواله في دائرة الظل الآمنه

متمتعين بمكتسبات المرحله التي مضت ومحققين للمزيد عبر منظومة الأب التي ليس مهماً له أن يتولاها الأبن الأصغر طالما الأكبر في مأمن

إنتبهوا أيها المصريين

المخطط يسير

ونحن نقف

ليست هناك تعليقات: