الثلاثاء، 17 يوليو 2007

إذا كان مبارك سادي فهل الطبيعي نكون مازوخيين

سؤال مجنني منه زمان
وبصراحه مش لاقي ليه إجابه
المعروف أن الساديه والسيكوباتيه هي أمراض نفسيه
وبالتالي فإن منيعاني من هذه الحالات هو بالأساس إنسان غير سوي أي أنه مريض
وبالتالي فالمفروض والمنطقي بما أننا نعلم أن هناك شخص في المحيط أو الفضاء التعاملي اخاص بنا فإن الموضوع يقتضي منا مساعدته
حتي يمن الله عليه بالشفاء أو علي الأقل حتي نتجنب الأضرار التي من الممكن أن تحيق بنا جرّاء التعامل غير الآمن معه
هذه النقطه فيما يخص تعاملنا علي المستوي العام وكشعب مصري هي ماتؤرقني تحديداً
وهذا الإطار المقلق الذي أتحدث عنه هو علاقتنا بالنظام وعلي رأسه السيد الرئيس محمد حسني مبارك فض الله فوه
فبنظره صغيره رغم أنني أعتقد أننا في غني عنها لأننا نعاني بشكل شخصي ولا نتحدث عن معاناه تأتي من خارج الإطار العام الذي يجمعنا في وطن واحد وتحت قياده واحده غير رشيده نقتسم المعاناه ليل نهار
فانظام وعلي رأسه السيد الرئيس وفي رأيي أنه ليس علي الرأس ولكنه هو النظام الأوحد
فأنا ضد المسئوليات الجزئيه التي إبتدعها النظام وروج لها
ا لتعذيب ذنب العادلي
الخصخصه أو المصمصه ذنب محمود محي الدين
الفقر ذنب الماليه
البطاله ذنب القوي العامله
وتختلف الأسماء والأشخاص وتظل النظريه التي ابتدعها النظام وكرّس لها قائمه لا تتغير ولا تختلغ
رغم أنه المحرك الأساسي والمسئول الأوحد عن كل الأحداث والأنشطه والإستراتيجيات السياسيه
وهي مسئوليه لا نبتدعها ولا نخترعها
فالذي يختار يتحمل مسئولية إختياراته والذي يضع السياسات هو المسئول عن مساؤي التنفيذ
وأعتقد أن جميعنا يعلم قصة الرئيس الفرنسي شارل ديجول وهو من هو
قائد فرنسا الحديثه ومؤسس الجمهوريه الخامسه
وصاحب الفضل الأكبر في نضالها التحرري في الحرب العالميه الثانيه
لكن في عام 1968 عندمت تقدم ديجول بمشروع قانون خاص بالمحليات وعندما تم رفضه في الإستفتاء الشعبي بادر بتقديمه إستقالته
معلناً إنتصار المبدأ والمنطق
فأنت المحرك السياسي للدوله والمسئول عن كل ما يخصها وعندما تلقي معارضه شعبيه لمشرع قانون تقدمت به فهو رفض شعبي لسياستك العامه
ولنعد للموضوع الأساسي
الرئيس مبارك ونظامه السياسي الذي يتعامل معنا بساديه وسيكوباتيه مطلقه تتمثل
في التعذيب المنهجي المنظم والمستهدف لكل الأصوات المعارضه والرافضه
والفقر الذي يسير وفق خطوات محسوبه وقرارات سياديه مقصوده
والبطاله التي تستشري وسط الشباب الذي من المفترض أنه القائد الحقيقي للمسيره المزعومه
والغذاء المسرطن الفاسد الملوث الذي يستهدف صحة الشعب في إطار اتفاقيات تجاريه حكوميه في عمليات كالقمح واتفاقيات حكوميه خاصه لرجال الأعمال المنتمين للنظام السياسي
والكثير والكثير مما يصعب تعداده من أشياء تضعنا في مواجهة الحقيقه الواضحه وهي اننا نرزح في أغلال نظام حكم مريض يعاني من حاله من الساديه المتعمقه في الشعور واللا شعور
والسؤال المهم في سياق الموضوع
هو إذا كان النظام المصري مريض بالساديه والشيخوخه بحكم سن الرئيس
فالمنظق يحتم علينا نحن الشعب المصري أن نتعامل معه ضمن هذه المنظومه وألا نغفل كل المؤشرات التي تدل بوضوح علي الحاله المرضيه الخطيره التي وصل لها النظام
لابد أن نتبنب استراتيجيه علاجيه تخرجنا من إطار القبضه الغاشمه لنظام مريض لا يعي تصرفاته أو يصر عليها بحكم حالته المرصيه التي تجعله في أسر التصرفات الدمويه والإنتهاكات المتواليه لكل من يصادفه بغية إشباع رغبته المجنونه
ولست أعني بإستراتيجيه علاجيه أن نتبني مشروعاً قومياً مثل مشروع التطعيم ضد مرض شلل الأطفال
ولا أن ننفق أموالنا القليله الضعيفه والمهضومه في ظل 12% معدل تضخم
ولا أن ننازع الأطباء تخصصاتهم وأرزاقهم
ولكن ما أقصده هي إستراتيجيه عامه للتعامل الآمن
فالتعامل علي حد علمي جزء رئيسي ومهم من العلاج
وأهم من الأدويه والأطباء هو سلوك المحيطين بالمريض
فإذا كان النظام برأسه وذيوله واقع في براثن حاله مرضيه
أي أن حالة النظام الحاليه والسابقه ليست سويه
فالمفروض أن تكون تصرفاتنا نحن سويه
وهذا هو لب المشكله
لماذا تواجه سيكوياتية وسادية النظام بمازوخيه تامه
وهل المنطق يدعونا إلي أن نتعامل مع المريض بإطار من تصرفات مرضيه تفوق حجم أمراضه الكثيره
لماذا كلما أعلن النظام عن سوء حالته بانتهاكنا وتعذيبنا نعلن عن رضانا واستمتاعنا ومؤازرتنا له في بطشه بمازوخيتنا العاجزه
لماذا كلما استعذب النظام تدميرنا والإطاحه بنا
نستعذب هذه التصرفات في رضي بل ونقول هل من مزيد
أما هذه التصرفات السابقه للنظام والردود اللاحقه عليها من جانبنا تتضح المشكله الأهم
النظام المصري نظام مريض وحالته ميئوس منها
لكن الشعب المصري أيضاً مريض وحالته ميئوس منها
كلانا يحتاج للعلاج
لكن المشكله أن علاج أحدنا يملكه الطرف الآخر
وفي ظل المرض المستشري في أوصال الجميع فأنا بصراحه مطلقه ودون سوداويه
أري أنه ليس ثمة حل قريب للمشكله المصريه
النظام من الممكن أن يكون طبيب الشعب المصري
والشعب هو الطبيب الأوحد للنظام
إذاً نحن أمام مريضان يجهلان حالتيهما
وليسا مستعدين للعلاج الجذري والنهائي
لا يمكن أن تفيق مصر من الغيبوبه دون مساعده
والمساعده في يدنا نحن فقط كشعب مصري
نعم لضغوط أمريكا علي النظام
نعم للمعونه المشروطه
أنا لا أرفض أي توجه ولا أي صوت ينادي بما ينادي به الشعب المصري
لكن أي دواء لا يتم وصفه بناءً علي حالتنا لن يجلب الشفاء
هي حربنا نحن ولن يحاربها لن أحد ولا حتي أمريكا أعتي القوي العالميه رغم أنني أرفض أن تحارب لنا حربنا لأننا لسنا مواتاً ولا عديمي الحيله
الموضوع خطير ويستحق منا وقفه جاده والحل يكمن في إجابة السؤال المحوري في الموضوع
إذا كان مبارك ونظامه يعانون من الساديه
فهل من المنطق أن نكون نحن مازوخيين؟؟؟

ليست هناك تعليقات: