السبت، 3 نوفمبر 2007

خدعة المجتمع المدني

المجتمع المدني
نسمع جميعاً هذه الكلمه كثيراً وجميعنا يعرف معناها
لكن لا أحد يعرف دورها
هل هو الدور العلمي والعملي والتنظيري
أم ما تريده الحكومه
وبداية فأنا أختلف علي التسميه
فكلمة المدني تقابل العسكري
قد يكون هذا في مصر صحيح لأننا نعيش تحت حكم نظام عسكري ضاغط
لكن التسميه غير منطبقه علي المسمي وهدفه ووظيقته
والمجتمع المدني في أشهر تعريفاته وهو التعريف الذي صاغه جرامشي

هو المسافه بين الأسره والدوله
وبهذا التعريف يعتبر عدد كبير من المنظرين أن الأحزاب السياسيه والنقابات العماليه من نماذج المجتمع المدني لأنها تقع في المسافه بين الأسره والدوله وأياً كان الإتفاق أو الإختلاف مع هذا فإن له ما يبرره ةمنطقياً وما يضحده منطقياً
فالحزب مؤسسه في الفراغ الواقع بين الأسره والدوله وكذلك النقابات المهنيه وكلاهما يعمل لصالح ملء هذا الفراغ وتحقيق الإتصال والتعواصل
لكن الأحزاب تقع في دائرة التغيير السياسي وإحتمالية الصعود لتكون هي الدوله أي أن الأدوار في هذا الوقت ستكون قد تداخلت
أما النقابات العماليه فهي جماعات فئويه تشكل لوبيات ضاغطه لمصالح معينه لفئات معينه
أي أنها لا تعني بالفراغ بين الأسره والدوله كاملاً
أياً كان فإن الأهم بعيداً عن هعذا التنظير وكون الحزاب والنقابات جمعيات أهليه ومجتمع أهلي أم لا وكون الحزب الوطني وحسين مجاور وعائشه عبد الهادي مجتمع مدني أو لا
الأهم هي الجمعيات الأهليه ذاتها التي ينطبق عليها التنظير من دون إختلاف والتي إختارت أن تعمل وفق ضوابط وشروط تجعلها في خانة المجتمع المدني أو الأهلي
والجمعيات الأهلي في مصر قديمه
فالجمعيه الشرعيه أو جمعية دار الأورمان التي أنشئتها هدي شعراوي جمعيات تقترب من حدود القرن وتقريباً بدأت في نفس المدي الزمني الذي بدأ فيه المجتمع المدني في الغرب في التوسع والإنتشار
لكن هذه الجمعيات وإطار المجتمع المدني ذاته القديم المعروف من سنوات طويله
والآخذ في التوسع
خدع من قبل الدوله وخدعنا نحن شخصياً
لدينا في مصر الآن 22 ألف جمعيه أهليه لا يعمل منهم أكثر من 30% من هذا العدد أما باقي هذه الجمعيات فهي جمعيات خاملهلكن هذا الوضع يدفعنا للتساؤل عن سبب هذا الخمول
وبلا شك فإن السبب الأول والأساسي لخمول هذه الجمعيات وعدم نشاطها هي الدوله
فقانون الجمعيات الأهليه السبق كان قانوناً معيباً علي مستوي الإشهار وضمان حرية العمل وكثيراً ما إشتكي منه العاملون في المجتمع المدني إلي أن جاء قانون 84 لسنة 2002
وهذا القانون أحدث إنفراجه كبيره علي مستوي إشهار الجمعيات الأهليه
لكن علي مستوي العمل ظل في أجزاء كبيره منه قانوناً ضاغطاً مكبلاً للعمل
ومن ضمن مواده تجريم تلقي الأموال من جهات خارجيه وهي التهمه التي حوكم بموجبها الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز إبن خلدون للدراسات الإجتماعيه ومؤخراً تم إغلاق جمعية المساعده القانونيه لحقوق السجناء بموجب نفس التهمه
وهي التهمه التي تضمن تصفية أي جمعيه دون أية صعوبات للجهات الرسميه خاصة بعد تضييق دائرة التمويل وقانون الوقف الأهلي ساري العمل الذي خرج من عباءة الثوره
فالأزهر الشريف مثلاً هو مؤسسه أهليه وقد إستولت الثوره علي وقفه الذي يتجاوز الأف فدان وحولته لأداه في يد السلطه مختاراً أو مجبراً لأن التمويل هو آفة العمل الأهلي
ومع كل هذه المشكلات لم تكتف الدوله بعرقلة الجمعيات الأهليه إلي هذا الحد
ولكن الدوله ألقت بكثير من مسئولياتها علي أكتاف الجمعيات الأهليه التي حملت من دون نقاش ولا إعتراض لنراها كما هي الأن جمعيات خامله ضعيفه لا تعمل
وأصبحنا الأن نري تداخلاً واضحاً بين دور الدوله ودور الجمعيات الأهليه
ونموذجاً
أقامت جمعية أحباء مصر حفلاً في دار الأوبرا المصريهع يوم 31/10/2007 وكان إبيراده مخصصاً لصالح إقامة محطه لتنقية المياه بإحدي قري الصعيد
ومن النماذج الكبيره والواضحه للجميع هي عملية تعمويل مستشفي سرطان الأطفال والذيث تعاملت معه الدوله بمنطق الجمعيات الأهليه وتم تمويله بالكامل من جيوب الشعب المصري في تداخل واضح وصريح وتنصل من إختصاصات ودور وزارة الصحه
ومن النماذج أيضاً قيام جمعية عطاء بلا حدود بتنظيم عرض أزياء بقصر محمد علي بالمنيل خصص دخله لصالح قسم الرعايه الحرجه بمستشفي أبو الريش
وهناك الكثير من النماذج لهذا التدخل والتنصل من المسئوليات لا يتسع المقام لذكره
وهناك حدود أعتقد أنها غير متماهيه لدرجة الخلط بين الدوله وبين المجتمع المدني وإهدار إمكانيات توجه لصالح مشروعات هي من صميم عمل ودور الدوله كان من الممكن أن توجه لصالح مصارف اخري تخلت عنها الدوله رسمياً ورفعت أيديها عنها في مناطق كثيره من فقراء يتأرجحون حول خط الفقر ومرضي لا يقعون تحت مظلة تأمين أو رعايه رسميه وعاطلون وأرامل
وفي النهايه نري مجتمع مدني تدفعه الدوله قصراً للأمام وهو كالمعوق الذي لا يقدر علي تحمل تبعات هذه الدفعات
ونري دوله لا تهتم لأمر مشكلات كبيره ويبرر الوزراء وجود هذه المشكلات في الأساس لأن المجتمع المدني في مصر لا يعمل بالشكل المطلوب وكأنه من ضمن لجان الحزب أو مؤسسه من مؤسسات الدوله
جعلت الدوله الجمعيات الأهخليه في ثوب شبه رسمي وألغت كونها مؤسسات تطوعيه
لتكون الخدعه الكبري

دوله لا تعمل
ومجتمع مدني لا يقدر علي العمل
دوله سبوبه للكبار
ومجتمع مدني سبوبه للمتطوعين
ومازالت الخدعه قائمه حتي إشعار آخر

ليست هناك تعليقات: