الثلاثاء، 13 نوفمبر 2007

عندما تنحصر القضيه التاريخيه في جابر البلتاجي

من الأخبار الحديثه نسبياً والمضحكه والمستفزه في آن واحد هو خبر مقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة مائه آخرين في مصادمات بين فتح وحماس أثناء الإحتفال بالذكر الثالثه لرحيل الرئيس ياسر عرفات
ومن يتابع سيجد الكثير من الأخبار عن مشاحنات وصدامات وشد وجذب بين فتح وحماس في تخلي واضح عن القضيه الأكبر والأهم والتحالف مع العدو الإسرائيلي ضد المصالح والأولويات الوطنيه الواضحه والتي لا تحتاج لدراسه
لكننا نحن في مصر نصر دائماً علي أن نتبني قضيه تخلي عنها أصحابها
وأنا أقول نحن أعني بها المصريين من غير النظام الحاكم لأن أصحابها أيضاً تعني النظام الحاكم في فلسطين والذي كغيره من الأنظمه الحاكمه العربيه وعلي رأسهم النظام المصري قد تخلوا عن القضيه بتاتاً
المشكله التي إستدعت هذه المقدمه والتي أيضاً لا تجعلني أفتئت علي القضيه أو أعلن التخلي عنها لكنها قضيه عقلانيه ثقافيه قبل كونها قضيه سياسيه
المشكله تتعلق بغناء الدكتور جابر البلتاجي المغني الأوبرالي المعروف في حفل إفتتاح المعبد اليهودي بعد تجديده وأمام الجاليه اليهوديه المصريه
ولكن الدنيا قد قامت ولم تقعد وثار الجميع علي البلتاجي في وسائل الإعلام والحوارات الخاصه للمثقفين والمهتمين بالسياسه والثقافه
والسبب في هذه الثوره هو كون السفير الإسرائيلي قد حضر هذا الإحتفال وه ما يعني أن هناك ثمة تطبيع وتعاون مع الكيان الصهيوين من قبل البلتاجي وكذذا إتهام بالإنتماء للصهيونيه من قبل الجاليه اليهوديه المصريه
وبعيداً عن كون هذه الجاليه لا تتعدي العشرات ومن كبار السن أو عدم الإلتفات إلي أن تطوير هذا المعبد تم بالتعاون بين وزارة الثقافه وإسرائيل بعيداً عن كل هذا
لا يصح أن ندفن رؤسنا في الرمال وأن نصدر أحكاماً جزافيه لابد أن يكون الحكم أولاً علي السياسات التي أدت إلي وجود ممثل للكيان العدو علي الأراضي المصريه يتحرك بحريه ليتم إتهامنا نحن بالعماله لمجرد الغناء في حفل يجلس هو في أحد كراسيه
لابد أن نتكلم عن السياسات التي أدت إلي ان نخسر الأوف من اليهود المصريين الوطنيين ليصبحوا صهاينه ويكونوا مورداص مهماً من موارد قوة هذا الكيان
لابد أن نهتكلم عن علاقات طبيعيه كامله تتم بين مختلف الوزرات وبين إسرائيل سواء كانت إجباريه بموجب إتفاقية كامب ديفيد أو إختياريه لأننا لابد أن ةنسأل عن إعادة النظر في إتفاقيه إنتهت مدة تطبيقها الأساسيه من أكثر من ثلاث سنوات ويتم تجديدها ضمنياً دون أن نعلم في وجه من وجوه الود بيننا وبينهم
والتي تتجلي في أبهي صورها في أحضان وقبلات رأس نظامنا لرؤساء الوزاره في إسرائيل
من رابين _ لبيريز_ لينتانياهو _ لباراك _ لشارون _ لأولمرت
بل إن زيارته الوحيده للأراضي الفلسسطينيه لم تكن في أي من مناسبات الفلسطينيين بل كانت فقي جنازة إسحاق رابين الذي يبدو أنهم كانوا راضعين علي بعض
أنا لا أعدد كل هذا لألقي بالتهم جزافاً أو لأنني أختلف مع هذا بشكل كامل
فأنا أختلف في جوانب تتعلق بالتطبيق لا غير أما العلاقات مع إسرائيل فلا غضاضه منها بل إنني أري أنها واجبه لظروف سياسيه وثقافيه كثيره
إسرائيل دوله تضم في تركيبتها السكانيه ما يربو علي المليون من العرب الذين يحملون الجنسيه ويحملون الثقافه العربيه بجانب الدروز الذين يتقاربون معنا أكثر من التركيبه الغربيه من السكان كما أن اللغه العربيه هي اللغه الرسميه الثانيه في إسرائيل ويتحدثها نسبه كبيره جداً من السكان من الأجيال الأولي من المهاجرين وتتعلمها الأجيال الحديثه
كما أن الهجره الغربيه من يهود لأوربا الشرقيه وأمريكا وغيرهما لا تتوقف وتتم بشكل يومي ليأت كثير من البشر من أعمار وتركيبات ثقافيه مختلفه غير مشبعينه بالثقافه الصهيونيه بشكل كامل وعبرب العلاقات الطبيعيه ثقافياً وسياسياً وإقتصادياً يمكن أن نكون جبهه ضاغطه داخل إسرائيل تعمل وفق رؤيه مشتركه تكون كفيله بإنهاء الصراعات المعتاده ولا يخفي علي أحد أن هذه الجبهه موجوده داخل إسرائيل ولكن ليست بالحجم الكافي والمؤثر
ولكن لابد\ أن يكون هذا عبر منظومة عمل واضحه ومتفق عليها شعبياً دون إستئثاراً كالآن من النظام بالعمل والفعل
وهذا بالتحديد هو مربط الفرس أو لب المشكله
فالنظام يريد أن يحتكر كل السلع السياسيه والثقافيه وأن يكون هو الوكيل الوحيد للعالم والمنفذ الوحيد لبيع منتجاته للشعب المصري بالماركات التي يريدها هو والأسعار التي يقررها
ففي ىالوقت الذي تعلو فيه الأصوات ضد جابر البلتاجي نجد تمثيلاً سياسياً طبيعياً بين مصر وإسرائيل وإن كان المهم هو التمثيل الإسرائيلي بمصر
فالأصوات التي تنهق بالرفض تريد منا أن نعمل عكس الأجنده الموضوعه للسفير الإسرائيلي
هو حر الحركه أما نحن فلا والمفروض علي كل وطني مخلص غير عميل للعدو أن يسأل يومياً في السفاره الإسرائيليه عن برنامج السفير ليتجنب مقابلته في أي نشاط أو طريق والمفروض من أهالي المنطقه القريبه من السفاره في شارع الجيزه بل وحتي الميدان وجريدة الدستور أن ينتقلوا من هذا المكان إذا كانوا وطنيين
أما انت أو أنا أو أي شخص
إذا كنت في ندوه أو لقاء أو حفل أو أمسيه شعريه ودخهل السفير الإسرائيلي فعليك بالمغادره
البلد صحيح بلدنا لكننا نريد أن نجتنب الشبهات كي نبرأ لوطنيتنا من سهام مصطفي بكري وعبد الله كمال والقط والفار ومحمد علي بتاع صفحة الوفيات
القضيه ليست في غناء البلتاجي أمام السفير الإسرائيلي الذي تمت دعوته من الجاليه اليهوديه ومن وزارة الثقافه ايضاً ولكن المشكله أننا أما نظام يريد أن يكون المحتكر للشعب المصري والمتحدث الرسمي بإسمه سياسياً وثقافياً
يغني البلتاجي في مصر
علي أرض مصر وبين مصريين يهود أو غير يهود المهم أنهم مصريين
وكلمات مصريه لإستاذنا صلاح جاهين
فتثور مصر ونظام مصر وبهاء جاهين
في محاوله للضغط والمزايده والشهره لبشر لم يستطيعوا أن يحققوها عبر مجهوداتهم وكتاباتهم
إننا بالقطيعه الشعبيه والإحتكار الرسمي للعلاقات مع إسرائيل نخسر فرصه في الضغط وتكوين لوبي وفق أجنده عقلانيه مشتركه
وكذلك نخسر مادياً وأدبياً عبر إستغلال من قبلهم لكل مصنفاتنا الأدبيه والسمعيه والبصريه دون دفع حقوق الإستغلال لأنهم يحاولون التفاوض معنا فنرفض فيستغلونها دون دفع الحقوق
نحن بلا شك نضع رؤسنا في الرمال كالنعام وأياً كان التفسير بأنه محاوله ساذجهة للإختباء أو أنه تنصت لتستمع إلي وقع أقدام الصائدين إلا أنها في النهايه تقع في أيديهم في خساره واضحه ونصره لتبرير الموضوع بالجهل والسذاجه
الإسرائيليين يتمتعون بعلاقات طبيعيه كامله سياسياً وإقتصادياً وثقافياً مع مصر سواء فيما نرضي به أو ما يأخذونه عنوه
هم يملأون طابا وشرم الشيخ والأقصر وأسوان بل ووصلوا إلي البحيره
ويتواجدون بالآلاف في مولد أبي حصيره في البحيره
الإسرائيليين يحصلون علي البترول المصري والغاز المصري بعقود مميزه طويلة الأجل
الإسرائيليين يصدرون لنا منتجاتهم الزراعيه والصناعيه بموجب إتفاقيات مشتركه كالكويز وهي إتفاقية المناطق الصناعيه المؤهله التي تشترط في السلع المصدره من مصر إلي أمريكا أن يكون ضمن مكوناتها 11% من إسرائيل ورغم أنها بدأت في مجال المنسوجات إلا أنها توسعت الآن لتشمل العديد والعديد من المنتجات
النظام يتعامل معهم ويكسب ويصادر ويحجر علينا
ونحن نتوهم أنهم العدو لنا أو لفلسطين حتي رغم أن حجم الأعمال المشتركه بين الفلسطينيين والإسرائيليين تجارياً وصناعياً تقدر بمليارات الدولارات
ما هي المشكله في أن يغني جابر البلتاجي أمام السفير الإسرائيلي
لماذا نزايد علي أنفسنا
سميح القاسم وهو أحد أبرزشعراء المقاومه الفلسطينيه
في مهرجان شعر البحر الأبيض المتوسط في اليونان من عدة سنوات كان ممثلاً لإسرائيل
أي والله ليس بجواز سفر إسرائيلي وإنما ممثل لدولة إسرائيل كشاعر إسرائيلي
أما نحن فنزايد علي أنفسنا لصالح نظام يحتكر ويصدر نفسه كنموذج وحيد للمصريين
فليغني البلتاجي في تل أبيب
وليغين ولينشد وليقول الشعر هناك او هنا أمامهم أو في غيابهم كل من يقدر علي ذلك
العداء لم يصبح كالسابق قطيعه تامه ولابد أن تكون متواصلاً فاهماً عالماً بخصمك وإلا ما ضرورة أن تدرس اللغه العبريه في الكليات المصريه الا يمكن أن نعتبر أن هذا خيانه وعماله
والأمر سيان لمن سيقول من عرف لغة قوم آمن مكرهم لأن من عرف ثقافة قوم وطباع قوم آمن مكرهم
ومن تعامل مع قوم بثقافه قويه حاضره معتزه بنفسها كالثقافه العربيه من الممكن أن يؤثر ولو بشكل ما في طريق ترجيح كفتنا السياسيه فالثقافه شئنا أم أبينا جزء من السياسه وسلاح من أسلحة الحرب
ولابد أن نعي هذا ونري أن دول أوربا بلا إستثناء من كان منهم في الحرب العالميه الثانيه ضمن المحور أو الحلفاء جميعهم الآن أصدقاء حميميون لأمريكا
رغم أنها كانت سبباً قوياً لهزيمة بعضهم او تحديداً ألمانيا وإيطاليا
وأن أمريكا نفسها هي من تبنت إعادة إعمارهم بعد الحرب عبر خطة مارشال
وتم خلال هذا تسويق ثقافي وحضاري أدي إلي نشأة أجيال ترعي وتتطلع إلي الحلم الأمريكي ولو بالمسانده
فليغن كل من يمتلك حنجره تساعده علي أن يصل بصوتنا ووجهة نظرنا إلي العدو إسماً
والصديق فعلاً
وليغن البلتاجي بأريحيه وطلاقه فهو علي الأقل لم يحتضن أولمرت ويقبله صبيحة مقتل ثلاثة مصريين علي الحدود مع إسرائيل

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

سيبك من جابر دا مع انى ما اعرفوش..
بس لما نتزنق حنقول يا جماعة دا واحد بيعنى وكان بيغنى عليهم مش ليهم ..المهم بقى حد يفهمنى السفير الامريكى كان بيعمل ايه فى جامعة المنصورة؟
حد فاهم حاجة؟

غير معرف يقول...

سيبك من جابر دا مع انى ما اعرفوش..
بس لما نتزنق حنقول يا جماعة دا واحد بيعنى وكان بيغنى عليهم مش ليهم ..المهم بقى حد يفهمنى السفير الامريكى كان بيعمل ايه فى جامعة المنصورة؟
حد فاهم حاجة؟