الأحد، 4 نوفمبر 2007

من عجوز لتراب القدس

باسرح معاكي وبافتكر
أيام زمان إللي إنقضت
برج الحمام
غيط الزيتون
عرق الدعا في وقت العرق
بيبل في ترابك ينبّت
غنوتين لإدين عفيّه
يا ما زرعت
يا ما شقيت
ياما من خيرك جنت
باسرح معاكي وبافتكر
أيام زمان إللي إنقضت
لمّة عيالك في العصاري
عشان يشوفوا ويضحكوا
لسماكي لمّا إتبسمت
وقت أما سمعت غنوتينهم
بينادوا للشمس إللي لسه ما روّحت
تلعب نسايمك فوق خدودهم يلعبوا:
فلاح في غيطه
أمير في بيته
صيّاد بيرمي في الشبك
تجري الساعات علي لعبهم
يظهر يزهزه ينشبك
صوت الآدان طعم الغروب
في طرف توب بيلمهم
تسرح خطاهم ع البيوت
يتلموا حوالين الطبالي
وبعيش وملح
ولقمه متعاصه برضا
يتقوّتوا
ويناموا علي سطح البيوت
أو ع العتب
يتغطّوا بنجومك وليلك
لاجل لنهارك يرجعوا
يغنوا يحكوا ويضحكوا
وينادوا للشمس إللي لسه ماروّحت
باسرح معاكي وبافتكر
أيام زمان إللي إنقضت
قعدة رجالك والغنا
جري العيال
فَرْح العريس
خجل العروسه
رقص البنات جوّه البيوت
متغطّي بكسوف وبرجا
وإلا أما ساعة الطلق تحمي وتشتعل
يضحك وليد
وتقيد في كل الأمكنه
زغاريت فرح
وإبريق سبوع
وعيال بتدعي ربنا
يكبر ويكبر قدّنا
وتولّي تروي بميّته
نخلك وطينك والعطش
وإلا إجتماعنا ع الوجع
في صيوان عزا
ميّات رجال ما إتأخروا
ستّات _ بنات
وعيال بتبكي وتنفطر
تقراها فاتحه علي إللي مات
وتحن لميلاد أو سبوع
أو غنوه علي لمّة فرح
ترسم ببهجتها وضياها
ضحكه في عيون دمّعت
باسرح معاكي وبافتكر
أيام زمان إللي إنقضت
وإللي مضت دقات طبول
تسبق سيوف المعمعه
وتتوه في ذرات الهوا
تصبح عويل
مواويل بالملم كسرها
وأشبك وأدندن لحنها
وأنسج أمل
أجرح جروحي بخنجره
يصرخ فؤادك ع الوجع
تتفك عقدة قصتك
ينطق سكاتك ينقضي
شبح المشاهره تولدي
للفجر ضحكه وغنوتين
ولبكره كام شمس وقمر
أنا مش باواسي
وإلا أطيّب ليكي خاطر
ما إنتي عارفه البير وراسيه
قبل منه ع الغطا
وسامعه وجعك بين ضلوعي
وشايفه دمعك ع الخدود
شقّ لمساراته السكك
فما تعزعليش من كلمتين
جوّايا جيتلك قولتهم
مش قصدي أقلّب في المواجع
هوّ نفس الجرح واحد
لسه صاحي ما إنتهاش
لسّاه بينهش في القلوب
وف قلبي بالذات إللي داب
وإللي شاب
وإللي همّك يعصره يصبح تراب
كل أما أشوف الفاس
كأنه خيال مآته
واقف يحوش غربان وبوم
عن أرض بور
مافيهاش يادوب غير كوم حجاره
بواقي بيت كان جنب منها
وجثتين : بنت وولد
وإيدين زمان كات تحضنه
وإلا العيال والحال بكا
واللمّه ناقصه والنسايم زمهرير
واللعب يحكم يلعبوا
طفل في مخيم
بنت ينهش فيها عسكر
ألف عسكر يدبحوا الشيخ الأسير
وإلا أما بنت بيترسم علي خدّها
أول ملامح سنّها العشرين
مكتوب كنابها والقدر
إختاره لاجل يكون شهيد
وإلا الوليد
وإلا الوليد إللي إتولد
وسط الحواجز والسدود
وف يوم سبوعه نخلته
حرقوها مع حلمه الجديد
وإلا الصيوان
وإلا العزا
وإلا الثكالي واليتامي
والأرامل والشيوخ
وإلا نوحك لمّا نوحك
ينحني وقت الطوفان
ويموت غريق
قبل أمّا يصنع مركبه
وياخدك معاه
علي دنيا تانيه مؤمنه
وإلا الضنا والنهنهه
وقت أما حملك يكسرك
تناديني أشيل عنّك تلاقي
تلال حمول
بارميها فوق كتفك
وأبوح لك بالضنا
وإلا أنا
والموت يعز علي الفؤاد
وإلا إنتي وإنتي مكتّفين فيكي الحنين
إتنين غلابه وطيبين
متبعترين ذرات تراب
فوق ركن ضلمه
م الشوارع والزمن
وإلا المحن
تكوي الجبين يعرق خضوع
ينهش جروحك بالضوافر والسكات
طعم الممات إللي إنتي دايماً تبلعيه
أنا مش بازوّد مُرّ
مر عليه سنين
وبقيتي راضيه وعايشه فيه
ولا حتي باقصد تلبسي
تهمة خيانة جنّتك
مع عمر سبته في دنيتك
تتنفسيه
ولا بردوا باقصد تخلعي
عن سكتك توب الهروب
في دروب غريقه ومعتمه
ولا حتي باقصد تنصريني
وترفعيني
وترسميني فوق راياتك ملحمه
أنا بس باطلب تعذريني
إن كنت فكّرتك بجرح
حاولتي إنك تقفليه
كل الكلام من نار حشايا
ونقطه من بحر العشم
يا ست ست الحسن
ياأم المغرمين بالمهزله
سكاكين باسِنّ ف حدّها
سكنت إيدين إللي إشتروا
رملك ودم المغرمين
وف قلب مولد نكستك
ركبوا حصان الأوليا
وأنا تحت منهم بانهزم
وأصرخ في ليلك ينجلي
فيردني
ولمين هافضفض غير ترابك
ده إللي فيه أيام صبايا
وكل أهلي وعزوتي
ستري وغطايا ومنتهايا
وضحكي هوّ ودمعتي
أنسي عهوده يردّني
وأسي عليه بيضمني
وأسرح في حضنه يلفّني
يزرع في عيني وردتين
وسنين مخضّرها الأمل
يلمس جروحي تندمل
يشرب كاساتي ف صحّتك
يطرح نخيل ملو البصر
لإبريق سبوع
وعيال إيديها إتخدّلت


ياسرح معاكي وبافتكر
أيام زماااااااااااااااااااان
إللي إنقضت

ليست هناك تعليقات: