الأحد، 4 نوفمبر 2007

فتوي حرمة الزواج من الإسرائيليات

سمعت مؤخراً عن فتوي صادره من أحد رجال الأزهر تحرم الزواج من الإسرائيليات
وهذه الفتوي الصادره مؤخراً لم تأت إلا بعد تصاعد الحديث في الآونه الأخيره عن أربعة عشر ألف شاب مصري يتزوجون من إسرائيليات ويقيمون في إسرائيل
الفتوي أصدرها أحد شيوخ الأزهر المشهورين
وهو الشيخ / فرحات المنجي
والواضح في هذه الفتوي قبل خوض الحديث حولها أنها عجنت بماء الألاعيب السياسيه

وحتي لا أكون متهجماً بغير وجه حق فأنا لا أقصد أن هناك ثمة إتفاق بين الشيخ فرحات وبين النظام وربما يكون هذا صحيحاً لكنني أريد أن أنحيه جانباً لكن الفارق في الموضوع هو تبني النظام لهذه الفتوي بشكل كبير عبر وسائل إعلامه المختلفه وهو ما يطرح مسألة الصفقه وإن كان أحد الطرقين غائباً عنها بشكل مباشر
نأتي لموضوع الفتوي الذي إستفزني بشكل كبير
وطرح قضايا سياسيه قصراً في صميم الدين وفي مسائل مكتمله تشريعياً ولا تحتاج لإجتهاد
الفتوي كما قلت أتت بعد تصاعد الحديث عن الشباب الذين تزوجوا من إسرائيليات ورغم أن هذا الموضوع قديم ومعروف منذ فتره وأن هذا العدد المذكور شبه ثابت من عدة سنوات إلا أنها طفت علي السطح في الوقت الحاليالشيخ فرحات المنجي مصدر الفتوي يسوق أدله متعدده منها ما يمكن أن نقبله بالعاطفه ومناها ما يرفض والمقبوزل منها عاطفياً سوف يرفض لا محاله بالعقل
هو يقول أن حالة العداء التي بيننا وبين الكيان الإلإسرائيلي دافع لأن يكون هذا الأمر ممنوعاً كما أن الإسرائيليين أعداء صرحاء وفي ظل قوانين التجنيد الإسرائيليه فجميع السكان من الجيش بما فيهم النساءوإبن عباس قال أن الجواز من الكتابيات يشترط فيه ألا تكون من الحربيات
ويقول الشيخ فرحات أيضاً أن هذا الزواج سوف يصاعد سطوتهم علينا ويؤثر في شبابنا ثقافياً والأبناء الذين سوف يأتون عبر هذه الزيجات سوف يكونون إسرائيليين ولهم حق ميراث آبائهم في مصر أي أنهم سوف يحتلون مصر بالحق

ونأتي لتفنيد هذا الكلام
وسوف أتخذ مساراً عكسياً في الرد علي هذه النقاط
مسألة أن هذا سوف يؤثر في شبابنا ثقافياً فهذا إستخدام مطلق لنقطة سد الذريعه والتي ربما بالتعامل معها تؤتي من الخيرب ماهو أكبر مما نتخوف منه من الشر وكون أن نقيم الشباب الذين إختاروا هذا المسلك ثقافياً ونحكم عليهم بالجهل الذي سوف يؤدي بهم إلي الوقوع في براثن
الثقافه الإسرائيليه فهذه أحكام إعتباطيه وليست من إختصاص رجال الدين وبنفس المنطق فعلينا منع البعثات العلميه من الشباب من السفر إلي الخارج لأنهم سوف يقعونه في براثن الثقافه الأوربيه والأمريكيه
ولماذا لا نفترض العكس في هذا الموضوع خاصة وأن إسرائيل بلد قليل العدد وبه مليونه عربي فلسطين هم عرب 48 وبتزايد المد العربي بالداخل يمكن تغيير سياسة إسرائيل علي المدي الطويل خاصة وأن إسرائيل علي المستوي الداخلي بلد مدني دستوري بإمتياز
أما عن مسألة أن أبناء هذا الزواج هم إسرائيليون بحكم قانون الجنسيه الإسرائيليه فهذه أيضاً نقطه ملتبسه تحتاج لتوضيح
فقانون الجنسيه الإسرائيليه مثل قانون الجنسيه المصريه ولكنهخ يتعامل مع الأم بدلاً من الأب وهناك دول كثيره قانون الجنسيه فيها بالمولد ومناه الولايات المتحده الأمريكيه ومصر يعيش علي أرضها عدة ألوف من الأطفال والشباب المصريين قلباً وقالباً وثقافة والحاملين للجنسيه الأمريكيه وهناك في أمريكا أيضاً من يعيشون كمصريين داخل هذا البلد أي أن الجنسيه ليست هي المشكله وليست هي الفارق في مسألة إسرائيل خاصة وأن الثقافه العربيه داخل إسرائيل لا يستهان بها واللغه العربيه هي اللغه الرسميه الثانيه للدولهوأطفال سوف ينشأون في كنف ثقافه عربيه ينتمي لها حالياً أكثر من 15% من سكان إسرائيل ومع عدة سفارات عربيه ومراكز ثقافيه ستنشئ أو تفعل من الممكن أن يكونوا مصريين وعرباً جيدين داخل الكيان الصهيوني
أما عن مسألة الميراث
فأولا ما من شاب تبني خيار الهجره لأي بلد وليس لإسرائيل فقط ويمتلك شيئاً داخل مصر ومن كان يمتلك منهم شيئاً تخلص منه بلا شك قبل الهجره
ثم لماذا نري الأمر من هذه الجهه ولا نراه من جهة أن هؤلاء العرب الناشئين سوف يرثون أمهاتهم داخل إسرائيل
ثم إن هذا الأمر ينطبق علي أمور أخري عديده فما الفارق في هذه النقطه التبريريه بين من تزوج إسرائيليه ومن تزوج يهوديه روسيه أو أمريكيه ففي كل الأحوال سوف نجد أطفالاً _ من وجهة نظر الشيخ فرحات_ لا ينتمون للثقافه العربيه والإسلاميه وفي كل الأحوال سيكون لهم الحق في ميراث آبائهم
ومسألة العداء نفسها ملغزه
فالرسول صلي الله عليه وسلم تزوج السيده صفيه بنت حيي وهي إبنة زعيم اليهود في شدة العداء
صحيح أنها كانت أسيره ولكنها إبنة اليهود المهزومين ولم ينظر الرسول لزاوية العداء وإحتمالية أن تعمل لصالحهم أو أن تتآمر ولم نري قاعدة سد الزرائع في هذا الأمروكانت النتيجه أن تزوجها الرسول وباب الخوف أتي بالخير حيث أسلم خلفها أغلب قومها
أي أن الموضوع مفتوح علي إتجاهين وليس ثمة شرط أو قاعده يجعلنا نهوقن أن الأمر سيكون في غير صالحنا
هناك حالة عداء بيننا وبين إسرائيل لا شك ولا أستطيع أن أنكر هذا الموضوع
ولكن حالة العداء مع إسرائيل كبلد وليست مع اليهود قد تكون هناك نظريه أن إسرائيل بلد ديني بالأساس ولكن ماهو الطريق لكسر هذا الجيتو وفك عري هذه الدائره المغلقه
المسأله بالأساس مسأله دينيه
وقد حسمها القرءان ولم يترك الباب فيها مفتوحاً لإجتهاداليهوديه سواء أكانت إسرائيليه أو روسيه أو أمريكيه أو أي من الجنسيات الأخري هي يهوديه كتابيه ينطبق عليها قول الله تعالي في تحليل الزواج من الكتابيات
أما أن نلوي عنق الآيات القرآنيه الصريحه لصالح مسائل سياسيه وتبريرات فهذا مرفوض تماماً بالنسبه لي وأعتقد أنه لا يرضي أحد
ه8ناك تحالف بين النظامخ وبين هذه الفتوي كما أسلفت وتفسيري أن النظام يقاوم علي جانب آخر عمليات التطبيع المفروضه عليه أو يحارب حرب إرهاب للكيان الصهيوني لإقتناص تنازلات
النظام يطبع مع إسرائيل داخل دوائر رسميه مفروضه عليه من عدة طرق ولكنه يرفض التطبيع في غير ذلك والدليل مثلاً أن كاتباً مسرحياً كعلي سالم كان حتي أواخر الثمانينيات أحد الأسماء الأدبيه اللامعه ومنذ أن تبني خياراً شخصياً بالتطبيع خرج من دائرة الرضي التي يغلقها النظام علي مثقفي السلطه وفرض شبه حظر علي أعماله
ومنذ حصوله علي الدكتوراه الفخريه من جامعة بن جوريون في 1993
وهو محاصر إعلامياً وأدبياً بشكل كبير
منذ هذا التاريخ ولم ينتج له أية مسرحيه في مسرح الدوله رغم أنه في السابق أنتج له أكثر من عشرين عملاً
ومن أعماله الشهيره التي كانت مثل الفرخه أم كشك عند التليفزيون الرسمي مسرحية مدرسة المشاغبين والتي من 93 أيضاً شبه ممنوعه علي شاشه التليفزيون ونراها علي الفضائيات العربيه
وأذكر حواراً دار بيني وبين بعض ضباط القوات المسلحه الذين يعملون في قطاع الجيش الثالث وفي سلاح حرس الحدود داخل سيناء
أنهم قالوا لي في معرض حديث عن علاقات النظام الطبيعيه مع إسرائيل أن النظام حر في تصرفاته السياسيه ولكننا داخل الجيش نعرف إسرائيل بمسمي واحد هو العدو الأسود
أياً كانت المبررات فإنني أرفض أن يكون الدين أداة ضغط
أو نتلاعب بالحقائق5 والنصوص من أجل السياسه وألاعيبها
والإجتهاد لا يكون في وجود النص
والتأويل ليس بالتجزئهإسرائيل عدوه وتحاربناوأمريكا عدوه وتحاربنا
وكلاهما يسمح قانون التجنيد فيهم بتجنيد المرأه
ليس هكذا تقاس الأمور
والإستهانه بعقلياتنا وبالدين غير مقبوله

ليست هناك تعليقات: