السبت، 3 نوفمبر 2007

حجاب إبن عبد الوهاب

الحجاب قضيه شائكه ومحل خلاف دائماً بين الجميع علي إختلاف ثقافاتهم وأديانهم
يراه الكثيرون فرضاً دينياً ملزماً والتخلي عنه تخلي عن معلوم من الدين بالضروره
ويراه الكثيرون أيضاً حريه شخصيه لا تقيد بدين وأنها مصادره علي المرأه وليس هذا الخلاف بجديد فمنذ أن دعا قاسم أمين في بدايات القرن العشرين لتحرير المرأه ولأن تسفر عن وجهها وتخلع النقاب أو الحجاب وتخرج للمجتمع كشريك فاعل فيه ومنذ أن خلعت هدي شعرواي الحجاب علانية في أثناء ثورة 1919 والقضيه مثاره ومفتوحه بين من يرتدين الحجاب ويردن أن يسود هذذا النموذج وبين من لا يرتدينه ويردن أيضاً
أن تكون الغلبه لنموذجهن وثقافتهن
أما عن الحجاب نفسه فلا أحد ينكر أنه يحمل الكثير من الإحتشام والوقار ولكن دلالة الحجاب في التعامل مع كيان انساني كالمرأه وتاريخه ومسيرته لابد أن تكون محل استيضاح وتتبع
الحجاب زي أقره الإسلام ولكن لم يأت به علي غير مثال فالحجاب معروف من قبل الإسلام
وكان تشريعه في الإسلام أساساً كتمييز لنساء المسلمين والقصه تتلخص في ثورة عمر والمسلمين لأن أحد السفهاء قد تطاول علي نساء المسلمين أثناء خروجهم للتريض
فنزلت الآيه التي تشرع الحجاب بلفظه الخمار والعله في آخر الآيه كما جاء


ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين



والحجاب أياً كان موقف الكثيرين منه بالرفض أو بالإيجاب سواء أكان مسلماً أو غير مسلم فهو قضيه شائكه دائماً ومحل جدل بشكل دائم
والمشكله في الحجاب من الأساس معي أنا بشكل عقلاني هو أنه يتعامل مع المرأه كجسد وأنها موضع للشهوه وينحصر دورها في كونها مثير ومتلق ومستقبل لهذه الشهوه
ورغم أن المرأه نفسها تتعامل مع ذاتها من هذا المنطلق فإن الموضوع من الزاويتين غير مقبول
فعلي صعيد تري الحجاب والخمار وإسبال الجلباب وغيرها من الإشتراطات الشرعيه
وعلي صعيد آخر تري موضات الملابس التني تتفنن في إظهار المحاسن والمكياج والكوافير
وكلا الصعيدين يتعامل مع المرأه كجسد
صحيح أن أحدهم يصونه من وجهة النظر الدينيه
لكن من وجهة نظر أخري يمكن أن نري أن الأخر يصونه من الناحيه المدنيه والحريه الشخصيه والتفاعل والتأثير في المجدتمع بوصف هذا الكيان يقتسم الحضور والعدد والتواجد في هذا المجتمع
والخلاف لا يزال وسيظل مشتعلاً بين طوائف عديده
لكن المهم في الموضوع هو أن الحجاب قد مر بمنعطفات مهمه وخطيره وإستجاب ككثير من الأمور لضغوط وردود فعل سياسيه وثقافيه
فأصبحنا نري إنحسار الحجاب المصري لصالح الحجاب السعودي ولمن سيري أن الحجاب الإسلامي واحد لافرق بين المصري والسعودي فيه أدعوه لأن يتأمل مصر عبر العقدين الماضيين فمن زي عادي محتشم وحجاب يغطي الرأس إلي ملابس تغطي المرأه ولاتظهر منها شيئاً في نفي كامل وتام وتهميش لا لزوم له وقد أتي هذا مع المدالوهابي الذي سيطر علي مصر وغيب الإسلام المصري الوسطي لصالح الإسلام الوهابي البدوي
بل إنه قد سيطر علي المؤسسات الدينيه الرسميه ذاتها ليعكس ذات السيطره السعوديه والخليجيه وتنامي دورها علي الصعيد السياسي وفي قضايا المنطقه
أي أنها خيوط مترابطه مع بعضها علي كل الأصعده
وكلها خيوط تنذر بالقلق لأن الأمر لم يتوقف علي مد وهابي في أوساط مجموعه من البشر عادوا بهذا الفكر من الخارج أو عرفوه من وسائط أياً كانت
لكن الأمر قد وصل للمؤسسه الدينيه الأكبر في مصر وهي الأزهر ووصل أيضاً للعقليات التي تطفو علي الساحه كعلماء دين
وأصبحنا نري الآن في سمائنا أكثر من ثلاثين قناه فضائيه دينيه كلها تعمل بنفس الأسلوب والوتيره لاغ يختلف في ذلك علماء الخليج عن علماء مصر بل إننا أصبحنا نتفوق عليهم في هذا المضمار
لنري محمد حسين يعقوب ومحمد حسان وأبو إسحاق الحويني وغيرهم ممن تبنوا نفس التوجهات
ولنري شارعاً مصرياً يتبني توجهات الشارع السعودي في تصاعد وهابي خطير
ولمن لا يدرك فإن المشي في شوارع القاهره يكفي للإدراك وهو في حد ذاته دراسه سسيولوجيه حيه
فبعد أن كنت أري أنماط الملابس السعوديه في المناطق الشعبيه وألاحظ أن الثقافه الدينيه الخليجيه موجوده في هذه المناطق بشكل كبير بدأت الدائره في الإتساع لتغزو المناطق الكبري والمنفتحه في القاهره حامله نفس الأفكار
غابت وسطيتنا أمام هذا الطوفان
عبر متابعةأفلامنا العربيه ستجد أن المني جيب في شوارع القاهره في أربعينيات القرن الفائت
وكذلك فكان الميكرو جيب في شوارع القاهره في سبعينيات القرن الفائت
ليس هذا محل فخربأي حال من الأحوال ولكن هذا الذكر ضروري ليضاح كم التحول الذي حدث في تركيبة الشارع المصري وبنيته العقائديه والثقافيه وهو التحول الذي ذهب بالوسطيه التي كانت تميز المجتمع المصري وقد كان التنوع وكانت الوسطيه يحتلان المكان البارز علي صدر مصر ولم تكن الملابس أداة تقييم لأحد
أما الأن فلن تري تحرراً قائماً في الشارع بمثل الأربعينيات والسبعينيات وإن وجدت فستري أن أعين الناس وألسنتمه يصدرون الأحكام بمجرد تقييم الملابس
ولتسأل أي شاب مكن شباب مصر عن المعاكسات سيقول لك المحترمه لا أعاكسها أنا فقط أعاكس غير المحترمه
تسأله ومن المحترمه
يجيب بأنها المحتشمه في ملابسها أو من ترتدي الحجاب
وأنتج هذا التوجه ضاغطاً شعبياً في حكم القانون بأن السافره والمتحرره في ملبسها هي بالأساس غير محترمه وإن إغتصبت فهي السبب
في نفس الوقت الذي ينتشر فيه الفساد بشكل أكبر في أوساط المحجبات وهذا عن تجربه ذاتيه دون تجني
والمنتقبات وغيرهم ومن لا يصدقني فلينزل لشارع الهرم في المساء وفي جيبه شوية فلوس
نفس المعادله الإسلاميه الإيرانيه
وهي تديين المجتمع قسراً سواء كان هذا بشل قانون ملزم أو ضغط إجتماعي وأعراف وتقاليد
لنري أيضاً إستشراء الفساد في المجتمع والشارع الإيراني
والدليل في شبابهم علي النت وفي أفلامهم التي تعكس كم التناقض والشيزوفرنيا داخل المجتمع الإيراني
الحجاب حريه9 شخصيه لا شك وهذا ما يهمني أكثر من حكمه الديني
سواء شرع كتمييز أو حتي من دون سبب فالمهم أنه أصبح حكماً إسلامياً قائماً الأن
لكن أن يصبح الحجاب علماً علي الأخلاق وأن تختذل الفتاه في حجابها فقط لا غير وأن يكون الحجاب لوجه الحجاب دون دراسه9 لما تحقق عبره من خير أو شر
فإن هذا في رأيي لا يختلف عن السفور وأفلام البورنو والداعين لهم
فكلا التوجهين يتعامل مع المرأه كجسد
والمشكله أنها هي نفسها تتعامل هكذا
لكنني بشكل شخصي لا أرضي بهذا
ولا أرضي بالتدين الشكلاني
ورحم الله المتنبي من 11 قرن قال

أغاية الدين أن تحفوا شواربكم
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

هناك تعليقان (2):

حسن مدني يقول...

عزيزي حازم/
معلش بقى النهاردة وقعت في مدونتك
تصحيح مهم، العلة في الحجاب، البلوغ، أم الحكمة فهي أن يعرفن فلا يؤذين.
والفرق بين العلة والحكمة كبير، تجد تفصيل أكبر على مدونتي،


لم أعرف بعد الفارق بين الحجاب الإسلامي والسعودي، وأمر الحجاب نزل في المدينة وليس في مكة، والخمار في الأمر القرآني، هو غطاء الرأس، ولفظ الحجاب ورد في الأمر لأمهات المؤنين بألا يخاطبوا أحدا إلا من وراء حجاب..
أما ما نسميه اليوم حجابا، فهو الزي الذي أمر به الأسلام، وهو الزي الذي لا يصف ولا يشف، ويغطي الجسم إلى الوجه والكفين..
أما فكرة القسر الاجتماعي، فهو الطبيعي، بل والمطلوب في المجتمعات الحية، وهو التطبيق العملي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
تحياتي..

حسن مدني يقول...

معذرة
نسيت أضع وصلة موضوع الحكمة والعلة
http://hmadani.maktoobblog.com/?post=314417
تحياتي