السبت، 3 نوفمبر 2007

لنجرب العلمانيه

من القضايا التي بدأت ةفي أخذ حيز كبير من النقاش والسجال في دوائر كثيره ثقافيه وشعبيه
هي وضعية الإسلام في المجتمع المصري ووضعية المسلمين في السباق الحضاري المتنامي عالمياً وتيارات الإسلام السياسي المتصاعده
كثيرون قولون لابد أن نفصل الدين عن الدوله أو عن السياسه لا فرق بينها لكنه في الأول والآخر توجه علماني محض
وكثيرون أيضاً يقولون ان الإسلام دين سياسي وأن السياسه لا تخرج من دائرة الإهتمام الإسلامي
وسواء أكان الإسلام دين ودوله
أو كان دين وأمه
فالقضيه تحتاج لنقاش عقلاني يستتبع تاريخ الموضوع
فالإسلام حتي وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم كان ديناً قائماً دون سياسه حتي غزوات الرسول لم تكن سياسيه ولكنها كانت دفاع عن وجود كانت ستقوم به قريش إن كان التهديد لها من قبل الفرس
وكذلك الحروب مع قريش كانت صراعات أقرب ماتكون للصراعات العائليه والنزاع علي الأملاك والنفوذ بين طائفتين لا يدخل الدين كسبب رئيس في توجه أي منهم سواء بين ذلك لقريش اليهوديه أو المسيحيه أو الإسلام هي تحارب من يريد إقتطاع نفوذها
والمسلمين يحاربون من يضيق عليهم
وبعد وفاة الرسول وتصاعد موجات الفتوحات الإسلاميه بدأ خفوت الإسلام كقانون كامل عام ملزم لصالح السياسه والحرب والغنائم والمكاسب الماديه والمعنويه
وتجلي ذلك في أمور عديده إلي أن وصل للفتنه الكبري التي تغلبت فيها المصالح السياسيه والشخصيه علي الدين
وظل هذا الأمر يسير بنفس الشكل في عهد الدوله الأمويه ومن بعدها الدوله العباسيه وكان الدين محصوراً في المسجد والدعاء للخليفه علي المنبر في خطبة الجمعه وبعض من فقهاء السلطان الذين يساهمون بشكل أو بأخر في عملية الفصل عبر فتاوي مؤيده أو رافضه
ظلت الأمور علي هذا الوضع جيئة وذهاباً إلي أن قامت الثوره الكماليه في تركيا عام 1924 وتم التوجه هناك إلي العلمانيه والفصل الكامل للدين عن السياسه
فنشأت في أقطار عربيه وإسلاميه كثيره جماعات إسلاميه سياسيه كرد علي هذاالتحول وكان منها جماعة الإخوان المسلمين في مصر والتي أفرزت فيما بعد جميع التنظيمات الإسلاميه السياسيه والتوجهات الفكريه المتاواجده علي ساحة الإسلام السياسي في مصر
ومنذ نشأة الإخوان وما تبعها من جماعات كان الإستغلال السياسي للدين يتم بشكل فردي أو من قبل هذه الجماعات مع رفض ومقاومه من قبل الدوله أو تحالف أحياناً لكنها لم تسلم بهذا الأمر بشكل كامل
لكن مع قدوم الرئيس المؤمن محمد أنور السادات بنزعته لأن يكون كبيراً للعائله المصريه بدأ إستغلاله للدين وللمؤسسات الدينيه بمساعدة حسن التهامي أحد دراويش مجلس قيادة الثوره
ولا شك أن إعتقال البابا شنوده في وادي النطرون بعد عذله كان بشكل ما إستغلال للدين
ومع قدوم شيخ مؤمني هذا البلد وهذا العصر الرئيس محمد حسني مبارك بدأت الأمور تتصاعد
بتصاعد جماعات الإسلام السياسي وتصاعد ضغوطها وتواجدها في الشارع
وقابله النظام بتصعيد سطوته علي المؤسسه الدينيه وإستغلال هذا في بروزة النظام بشتي الأشكال المتاحه
وبدأنا نري أمورأ كثيره لهذا الإستغلال علي فترات قريبه يشترك فيها محمد سيد طنطاوي وأحمد عمر اشم عبر إعادتهم لتقليد قديم بالدعاء لولي الأمر علي المنبر
ويشترك فيها شنوده في تميز مباركي للإستغلال للدين المسيحي بجانب الإستغلال للدين الإسلامي
ولكن تصاعد هذا التلاعب في الفتره الأخيره بشكل فاق كل الدرجات السابقه وبشكل مستفز ومتدخل في شتي الأمور والجوانب
لنري نماذج من عينة

فتوي يستصدرها وزير التضامن من دار الإفتاء بحرمة بيع الخبز لمن يطعم به الطيور وإثم البائع والمشتري وبغض النظر عن وجاهة الفتوي أو درجة قبولها فإنه إستغلال وإستسهال لتحقيق أمور منوط بتحقيقها القانون لا الدين

فتوي حرمة الزواج من الإسرائيليات التي أصدرها الشيخ فرحات المنجي وتبناها النظام في تحالف واضح من أجل أغراض شبه واضحه

فتوي جلد الصحفيين طبقاً لحد الإفتراء والتي أصدرها شيخ الأزهر الشيخ الجليل محمد سيد طنطاوي

فتوي صدرت من دار الإفتاء بحرمة الهجره غير الشرعيه وبأن من يقوم بها آثم

وهناك الكثير من الفتاوي التي صدرت بما هو مشابه وما يفوق منها ما لا يتسع المجال لذكره ولكنها تعكس مدي الإستغلال للدين في شئون سياسيه وإداريه للدوله منوط بالقانون أن يحققها وأصبح أحد أكثر المتحركين مع الرئيس هو شيخ الأزهر بدلاً من رئيس الوزراء في تحالف مشبوه ومرفوض أصبح الدين وسيله سهله ومطيه متاحه لمن يرغبون في تحقيق مكاسب سياسيه سواء أكانت جماعات إسلام سياسي أو حتي النظام الحاكم للدوله المتبني للقوانين المدنيه والحامي لها والعامل علي تطبيقها
ودعونا نتأمل التجربه التركيه التي كانت محل رفض من المجتمعات الإسلاميه في بدايتها فقد تمكنت من تحقيق الفصل الآمن بين الدين والسياسه لتحقق المقوله القائله لا تدنسوا دين السماء بأخطاء الأرض
فالإسلام كدين إلهي سماوي هو دين مطلق والسياسه كعلقات وإتفاقيات وتحالفات هي أمور نسبيه
وتحكيم المطلق في النسبي أو النسبي في المطلق يحمل بدايات الفساد لكل منهم
والفصل بينهم هو الحل الآمن للحفاظ عليهم في إطارهم الأساسي
التجربه التركيه حققت الفصل من أكثر من ثمانين سنه
والآن صعد حزب العداله والتنميه الإسلامي في انتخابات شعبيه للحكم ليتولي زمام الأمور ويحول السياسه الخارجيه التركيه إن لأراد في دفة أهدافه الإسلاميه لكن مع تواجد نفس الفصل الضامن ألا تتحول الأمور الدينيه بتغير النظام الحاكم أو أن تتغير السياسه بتغير دين الحاكم
لنتأمل حالنا
ونتأمل التجربه التركيه لنعرف ونعي ونكتشف أن العلمانيه قد تكون في مرحلتنا الراهنه كالموت لابد منه
واليوم أو إداً سوف نتوجه للعلمانيه
لأنها الضامنه لأن نبقي في الإطار الآمن دينياً وسياسياً
ولنجرب

هناك تعليقان (2):

حسن مدني يقول...

عزيزي حازم
هناك العديد من الأخطاء في الرؤية والتحليل تحتاج إلى مقالات كاملة لمناقشتها، ولكن بالأساس، يظل كل نظام سياسي في الكون له عقيدة تحكمه، وكل مجتمع له عقيدة تسيطر على سلوكه الجماعي، وقد كان الإسلام هو هذه العقيدة التي تسيطر على النظام، والمجتمع معا، حى جاء أتاترك، وحاول فصل النظام عن المجتمع، أو فصل فكر الدولة عن فكر المجتمع، فلما قاوم المجتمع ذلك، فرضه بالحديد والنار.. ومن الواضح أن المجتمع التركي ما زال يقاوم، بدليل أنه اختار حزبا ذا خلفية اسلامية، ولا يوجد ضمان في الدنيا لثبات نظام إلى الأبد.. فمن الجائز أن يجري الأتراك استفتاء يغيرون به النظام إلى نظام مخالف.. ولا تنس أن العلمانية لم تصمد في تركيا هذه السنوات إلا بفعل الانقلابات العسكرية المتوالية

ملحوظة الفتوى كانت بتحريم شراء الخبز المدعوم لإطعام الحيوانات والطيور، وليس تحريم بيعها، والفارق كبير كما لا يخفى عليك
ملحوظة، يمكن التمييز بين النسبي والمطلق، لكن لا يمكن الفصل بينهما، لأن النسبي يظل نسبي للمطلق، ويظل يقاس على المطلق، ويظل المطلق حاكما للنسبي، وإلا ضاعت المقاييس، العدالة مطلق، وتطبيقها نسبي، ولا يمكن القول بفصل العدلة عن القضاء، لأن القضاء نسبي والعدالة مطلقة..
والموضوع يطول يا عزيزي
تحياتي

غير معرف يقول...

السلام عليكم
ولو ان تعليقي متأخراً
انا معك يا اخي فالشعوب لاتنهض الا بالحرية وليس القهر والقسر !!
واعجبتني افكارك كثيراً حول الحجاب البدوي الوهابي الذي يجعل المرأة ترفع وجهها الى السماء وتسأل ربها لماذا خلقتني انثى؟؟؟
انا ارى يجب ان يترك الامر للنساء فان شاءت لبسته وان شاءت خلعته مع انني لست من دعاة الفساد ربما يفهم البعض من كلامي ولكن ليست كل من خلعت الحجاب انحرفت وليست كل من لبست الحجاب استقامت
والامثلة كثيرة في الحياة
وشكراً