الأحد، 4 نوفمبر 2007

القرءان كنص تاريخي لغوي

القرءان نص ديني للمسلمين يحظي بإحترام منهم كما لم يحظ بهذا الإحترام كتاب سماوي آخر من قبل أتباعه
وقد إهتم به الغرب عبر كتابه ومستشرقيه من أمد بعيد لتصدر له ترجمات لاتينيه وفرنسيه وإنجليزيه وألمانيه مثل
ترجمة روبرت كيتون للاتينيه عام 1143
وكذلك تراجم للألمانيه مثل
ترجمة المستشرق الألماني جورج سيل عام 1697
وترجمة الألماني ريتشارد بيل عام 1937
وترجمة المستشرق الفرنسي بلاشير عام 1949
ومواطنه المستشرق جاك بيرك عام 1990
والواضح في أغلب هذه الترجمات بل جميعها أنها كانت ضد القرءان وتبنت توجهاً معادياً عبر الإستسهال في الترجمه والنقل مع وجود كلمات عربيه صعبه علي النقل بمقصودها للغات أخري مثل كلمة الجهاد نموذجاً التي ترجموها بالحرب
والسبب في هذا التحيز هو تعاملهم جميعاً مع القرءان علي
انه صناعة محمد وليس كتاباً سماوياً وتجلي هذا بشكل واضح في كتابات فكريه صريحه قالت هذه المعاني بوضوح منها
كتاب التاريخ الحديث الصادر عام 1767 للفيلسوف الفرنسي بونو دي كونديلاك والذي جاء فيه نموذجاً


لقد كون محمد مشروعه بمحض الصدفه وسانده بفضل جرأته واحتياله واستطاع أن يتمه لأن الظروف ساعدته علي ذلك فقد كان مصاباً بالصرع وذات مره فاجئته زوجته خديجه في إحدي النوبات وتخيلت أنه في حالة وجد واستغل محمد سذاجتها وأكد لها أنه يري الرؤيا وأن الله يحدثه خلالها عن طريق الملاك جبريل




هذا عينه مما جاء في هذا الكتاب ورغم أن جزئيه مثل إصابة سيدنا محمد بالصرع ليست إبتداعاً غربياً وهناك كتب تأريخيه وكتب سيره تذكر هذا الموضوع إلا أن العداء لا يمكننا ان ننكره عبر كتابات أخري كأن يقول الأب لويس موريري في متابه القاموس التاريخي الكبير الصادر عام 1674




محمد نبي مزيف فقد والديه وهو طفل ثم عمل عند تاجر عربي وبعد وفاته تزوج أرملته واستخدم أموالها في خدمة طموحاته وشارك كل من باتيراس وهو هرطقي يعقوبي والأب سرجيوس وهو راهب نسطوري وعاونه بعض اليهود علي تجميع قرآنه



وواضح من خلال الكلام لهجة العداء للإسلام ورسول الله صلي الله عليه وسلم
والكتابات في هذا الموضع كثيره منها كتابات مارتن لوثر المحقره للإسلام والرسول دون أسباب منطقيه
وكتاب الأديب الفرنسي بيير بيل الصادر عام 1697 تحت عنوان القاموس التاريخي والنقدي
وكتاب عالم الإنسانيات دومينيك بودييه الصادر عام 1632 تحت عنوان التاريخ العام للأتراك بل وكتاب اللورد كرومر الصادر عام 1908 بعنوان مصر الحديثه وكتابات بوش الجد في أمريكا

ورغم أن الغرب تعامل فكرياً مع الرسول والقرءان بالعداء الواضح عبر كتاغباتهم إلا أن جزء كبير من عدائهم وهجومهم جاء عبر كتابات لعرب ومسلمبن تلقفوها ليهاجموا الإسلام

ومنها كتابا أبو بكر الرازي
مخاريق الأنبياء ونقض الديان
الذي ساق فيهما كثير من الهجوم والنقض للإسلام أذكر كنموذج قوله في الأول





إنكم تدّعون أن القرءان معجزه قائمه وموجوده وتقولون من أنكر فليأت بمثله وإن أردتم مثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وما هو أطلق منه ألفاظاً وأشد إختصاراً في المعاني وأبلغ أداءً وعباره واشكل سجعاً وأقسم بالله لو وجب أن يكون كتاب حجه لكانت كتب أصول الهندسه والمجسطي وكتب المنطق وكتب الطب أولي بالحجه مما لا يفيد نفعاً ولا ضراً ولا يكشف مستوراً ثم من ذا يعجز عن تأليف الخرافات بلا بيان ولا برهان إلا دعاوي أن ذلك حجه



وكتاب المجسطي الذي أشار له الرازي في كلامه هو كتاب في الفلك وضعه بطليموس
ولم يستغل الغرب كتابات الرازي فقط بل إستغلت كتابت شيخ الملحدين والزنادقه إبن الراوندي وآرائه الناقده والمهاجمه للإسلام في كتبه
البصيره _ الزمرد _ الفرند _ الدامغ _ التاج _ عبث الحكمه _ فضيحة المعتزله

وكذلك استغلوا ما أوردته الكتب التاريخيه العربيه والإسلاميه وكتب السيره كابن هشام وتاريخ الطبري من ذكر قصص الملاحده ونماذج من أقوالهم فاستغلوا قرءان ابن المقفع وقرءان مسيلمه
ولكن لتكون الأمور منطقيه أورد نماذجاً من القرءانين





قال مسيلمه
يا ضفدع إبنة ضفدع نقي ماتنقين أعلاك في الملء وأسفلك في الطين لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين


وأيضاً

والليل الدامس والذئب الهامس ماقطعت أسيراً من رطب ولا يابس






وقال ابن المقفع

تأمل صنيع الله في أهل الشام وقد شملهم الآثام وكثر فيهم الإجرام فيومئذ حين أظلتهم الىطام والقدمين من الشرق بالخيام إن ربك صب عليه سوء العذاب إنه ليعجل بالعقاب وله الجزاء الأوفي يوم الثواب



وأيضاً

يا أيها الناس قد نسب أهل العراق إلي الشقاق والنفاق وفي مائها الزعاق
ويظهرون طاعتهم للخلاق إن ربك هو أعلم بمن حاد عن طريقه وهو أعلم بالمعتدين وأوفي للمهتدين


ويتضح من هذه النماذج أن فيها ثمة محاوله للتشبه بالبنيه اللغويه والبلاغيه للقرءان وأنماط تراكيب الجمل والتعبيرات غير أن هناك فارقاً واضحاً من البلاغه العربيه التي أتي بها القرءان ومن روح القرءان نفسه
غير أن هذا عند الترجمه يساوي بين الإثنين وهو ما يجعلنا بموضوعيه نقول أنه ليس من الشرط أن يكون كل التهجم والنقد مجاني ومن أجل النقد لا غير لأن اللغه العربيه تميز الفارق وتجعلنا نستوضحه أما هم كلغات اضيق وغير أصيله للنص سوف تساوي الجيد بالردئ
ولكن ما جعل الموضوع صادماً لنا اننا تربينا علي أوامر ونواهي
ومحظورات غير قابله للنقاش لإحترام الأديان والكتب السماويه جميعها وديننا وكتابنا بالاساسا
أما هم فقد تخلصوا من منتصف القرن السادس عشر من هذه العقده بعد تخلصهم من سطوة الكنيسه وشكل المجتمع الأبوي الضاغط دينياً في كل المجالات وهو ما لم نتخلص منه
والمشكله أننا نقرأ منذ عقود كثيراً من الكتابات الناقده والمهاجمه للإسلام ومنها ما يتسق ولو بشكل جزئي مع أدله عقليه وأشياء تعتمل بداخلنا لكننا لا نجرؤ علي التصريح بها
أما هم فليست هناك مشكله ولم يتعاملوا هكذا مع الإسلام فكثير من الكتابات والأعمال تناولت المسيح وأنبياء اليهود
والتوراه والأنجيل بالنقد والتحليل
وقد قرأت مؤخراً كتاباً بعنوان من كتبت التوراه لإستاذ يهودي في الأديان بإحدي جامعات أمريكا وأعترف أنه قد أثار نقاطاً داخلي منها الجديد ومنها القديم الكامن الذي كنت اخشي التصريح به
ولكن دعونا ننظر للأمر من وجهة نظر أخري
نحن نقرأ النقد الخاص بنا ومنا من تراوده نفس الأفكار بشكل أو بآخر ولا نجرؤ علي التصريح
دعونا نصرح بكل ما يعتمل بداخلنا حتي نحسم القضايا الخلافيه وننكأ الجرح من أجل تصفيته ليكون هذا حافزاً علي شفاءه
وحتي يكون إيماننا عن إقتناع عقلي كامل وواعي بالمشكلات والسلبيات والإيجابيات لنتمكن من أن نكون مؤازرين للدين ومستندين عليه في ذات الوقت بقوة الفهم لا الأمر
أعترف أنني سقت هذه المقدمه الطويله لأطرح آرائي في الموضوع الذي جعلته عنواناً للبوست
قضايا أثارها التاريخ وأثارتها اللغه بداخلي ونظراً لإيماني العميق والتام بالقرءان فلا يمكن أن أتعامل معه في ظل كونه نصاً دينياً إلهياً بالنقد والتساؤل ولهذا سيكون من المجدي أن أعتبر القرءان نصاً تاريخياً لغوياً مع تحييد إيماني لأتمكن من طرح ما آراه ملتبساً وغامضاً ويؤدي لسوء فهم الغرب بل والشرق والكثير من المسلمين أنفسهم

وأرجو من من يقرأ هذا الموضوع أن يتعامل معه بنفس مبدأ الفصل هذا أو ليعتبر أن الموضوع في أسوأ الأحوال كتب من شخص باحث عن الحقيقه والإيمان مع التأكيد ثانياً وعاشراً علي أني مسلم مؤمن بالقرءان والإسلام والرسول إيماناً لا ولن يتزعزع
ولأدخل في غمار الموضوع


القرءان نص يطرح نفسه كنص ديني لدين يطرح نفسه أيضاً كدين خاتم ومكمل لكل الأديان والشرائع الإسلاميه وأنه دين عالمي في نفس الوقت الذي يأتي فيه بلغه واحده لم يكن في وقت نزوله عدد من يعرفونها يمثل أكثر من 5% من عدد البشر وإلي الأن لا يمثل أكثر من 9% من العدد
ثم أن هناك ثير من الإشكاليات في التصرفات التي ذكرتها كتب السيره منسوبه للرسول صلي الله عليه وسلم
ومناه حادثة تقرير صيام يوم عاشوراء وقوله نحن أولي بموسي منهم في شكل واضح وصريح للقبليه وعدم التسامح من دين عالمي قادم للبشر جميعاً والقرءان نفسه كمعجزه لسيدنا محمد في مقابلة المعجزات الماديه القويه لبقية الأنبياء والقرءان رغم أنه معجزه لغويه إلا أنني سقت ادله سابق وهناك الكثير منها علي أن الكثير من علماء اللغه العرب لم يرونه شيئاً فارقاً بدرجه كبيره علي مستوي الإبداع اللغوي وأحدث لهم وجود كثير من آيات القرءان موزونه بإنضباط علي عروض بحور الشعر المعروفه لديهم وهو ما جعلهم يتهمون الرسول بأنه شاعر ويجعل التساؤل مهم حول ماهية هذه الآيات والضروره نفسها في وجودها علي هذا المنوال وهل الموضوع مجرد تشكيك لمن يتبع هذا الإطار اللغوي العقائدي أم أنها أخطاء صناعه لم يدر الصانع بها وفي هذا يكون من البديهي أن تفترض أن الله سبحانه وتعالي المنزه عن الخطأ لم يكن ليقع في أخطاء صناعه وان الموضوع يحتمل أن هناك جزءً غائباً لا ندركه من ناحية المبدأ والوجود وكذلك هناك جزئية سجع الكهان والتي أتت في غير موضع في القرءان وعلي نموذج مما عرف عن كلام وأقوال أحبار اليهود قبل الإسلام وفي هذا السياق يحكي التاريخ في قصة التسعه الذين أمر الرسول المسلمين بقتلهم في فتح مكه ولو كانوا معلقين باستار الكعبه أن منهم أحد أحبار اليهود الذي كان ينتظر الرساله ولما علم أنها نزلت علي محمد إستطلع الأمر ليؤمن بهذا الدين الذي ينتظره ولما سمع بعضاً من القرءان قال هذا كلامي الذي أردده من سنوات وهو ما يمكن أن نعتبره في أبسط الأمور جزئية سجع الكهان بعيداً عن المضامين الأخري

ومن الجزئيات الملغزه أيضاً ما عرف عن قاعدة الناسخ والمنسوخ والتي لا أفهما بشكل شخصي إلا في سياق كون القرءان نزل منجماً مفرقاً وبذلك يكون الناسخ والمنسوخ شكلاً من أشكال اتدارك والتصحيح وهو ما يجعلنا نتسائل لماذا جاء القرءان وهو الوحي الإلهي منجماً مفرقاً ولم يأت دفقه واحده وهو قادم من لدن عليم وما مدي عقلانية مبرر أن يأت علي قياس الحداث ولماذا قاعدة الناسخ والمنسوخ فالتدرج في الأحكام مثلاً التدرج في تحريم الخمر كان مخففاً من الضغط علي المسلمين أما الناسخ والمنسوخ فكان في شكله الأوضح تداركاً لإخفاقات في التشريع
فمثلاً حرم القتال في الأشهر الحرم ولكن عندما مرت قافله لقريش قرب المدينه نزلت الآيه 27 من البقره قائله
يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير

أي أن المصلحه إقتضت في هذا التوقيت نسخ هذا الحكم
وكذلك نسخ الحكم الخاص بتشريع الصيام في بدايته عندما تأفف المسلمون من طريقة الصيام واللإبتعاد عن النساء وكون النوم بداية الصوم فتم النسخ وجاءت الأيه قائله

وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود

وآيه أخري قائله

أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نساؤكم

وعموماً فإن قاعدة الناسخ والمنسوخ إشكاليه كبري ومحل جدل من أغلب من تناولوها بالحديث
أما مسألة النساء فهي تحتاج لوقفات
فالإسلام نزل في شبه الجزيره علي مجتمع بدوي يعرف بحبه للمتع والنساء فجاء الإسلام مطبطباً عليهم وعلي مقاس شهواتهم فجعل إطاراً شرعياً لعمليات الزواج التي كانوا معتادين عليها واستحدث لهم غيرها مثل المسيار مثلاً والذي مازال شرعياً حتي الآن
ولعب مع العقليه العربيه البدويه بمنطق المحايله فمنع الخمر مع وعد بأن لهم منها أنهار بالجنه
ولم يفته في موضوع الجنه النساء أيضاً فقال لهم عن الحور العين التي لم يخلق مثلها بأحكام ووعود وتشريعات علي قياس عقليه عربيه بدويه لا عقليه إنسانيه تتناسب مع عالمية الدين


ومن المسائل المهمه أيضاً مسألة الرق
وهو إلي الآن ليس محرماً في الإسلام أي أنني يمكنني أن أمتلك مجموعه من النساء وأقيم معهن علاقه جسديه بالإضافه إلي أربعة زوجات
رغم أن الإسلام خرج من عباءة الفقراء وطرح نفسه كدين للفقراء وملاذ ومنقذ لهم لكنه تركهم في يد العبوديه بتشريع إلهي رسمي ودون تحريم أو كراهيه واقتصر الأمر علي ترغيب وتحبيب في العتق لوجه الله وهو مايرضي العقليه العربيه التي تتبني العطاء كوجهة نظر وترفض الإجبار علي الشئ

وإعتمد القرءان لغه غامضه مغلقة الدلاله تقبل التأويل علي عديد من الأوجه المختلفه
ولنأخذ مثال بآيه يسوقها رجال الإعجاز العلمي في القرءان وهي


والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينه ويخلق مالا تعلمون


ويؤلها رجال الدين علي أنها تنبئ بالمستقبل والطائره والسياره
ولكن الدلاه تحتمل أن نؤلها علي كونها خيال لشخص يعرف من رحلاته وأسفاره أن الكون أوسع من شبه الجزيره وأن هناك كائنات أخري
ويمكن أن نعتبر أن البراق إحدي هذه الإبداعات اي أنه ليس شرطاً أن يكون التأويل مغلقاً علي استكناه المستقبل


الرسول محمد صلي الله عليه وسلم كان يعمل بالتجاره وسافر للشام وقبل الراهب اليهودي بحيره وتحدث معه وعرف أيضاً ورقه ابن نوفل لمدة تقارب الخمسة عشر عاماً
وبذلك من المنطقي أن ننظر إلي هذه الخلفيه الثقافيه وإلي معرفه مسبقه عن طريقهم تكونت لدي الرسول عن الأمم السابقه وأخبار اليهود
والقرءان يقول

تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك




رغم أن ورقه كان من قريش ومقيماً بين ظهرانيها
وبالنظر إلي لغة القرءان سوف نجد أن هناك تشابها كبيرا بينها وبين بنية النحو والصرف في الشام
بل إن هناك ألفاظاً غير عربيه في القرءان تحتاج لتوضيح

فمثلاً في قصة موسي مع فرعون جاء ذكر هامان كوزير لفرعون
وفرعون لم تعرف عن اللغه المصريه القديمه وإن كان لها صرفها في اللغه العربيه إلا أنها لم تكن مستخدمه في مصر القديمهولا يعرف لها أصل في اللغه الهيروغليفيه كما أن هامان إسم غير عربي وغير فرعوني وأقرب ما يكون من نا حية الفوناتكس والتركيبه إلي اللغه الفارسيه
وفارس لم تحتل مصر إذا إفترضنا ان القصه تمت في أيام إحتلال لمصر وأبعد من احتلوا مصر أيام الدوله القديمه هم الحيثيون وهم من الشام وقد جاء فيما بعد إتصال كبير بين الشام وفارس وكشفت أوراق وبرديات في الشام تحمل تعاليماً متطابقه مع الكثير من حكم ووصايا الكهنه المصريين التي وجدت في بردياتهم فيما بعد أي أن هناك إتصال ما بين الفرعونيه والعربيه قبل شامبليون أو أن الشاميين أخذوا عن الفينيقيين مواداً تتعلق بالحضاره المصريه القديمه التي عاصرت الحضاره الفينيقيه ولابد أنه كان هناك ثمة اتصال سياسي وثقافي بينهم يسوغ معرفه باللغه المصريه قد تجعلها باقيه في نصوص الفينيقيين أو علي ألسنة بعض الناس ليفهموا بعد ذلك نقوش وكتابات الفراعنه ويكشفوا جانباً من التاريخ نعتقد أنه كان مفقوداً

ونعرج إلي جزئية قصص الأنبياء وأخبارهم التي وردت في القرءان فهي قصص يقول القرءان أنها من أنباء الغيب ولم يكن يعلمها الرسول ولا قومه وفي ظل عالمية الإسلام وشمول القرءان كان لابد أن نري قصص الأنبياء الذين بعثهم الله جميعا لكل الأقوام وليس في منطقة نجد وما حولها
فجميع من أتي ذكرهم في القرءان هم من نسل إبراهيم أو فروع عائلته وفي منطقة الجزيره وما حولها ولم نر أي روايه عن نبي بعث في مناطق أخر من العالم بل إن القرءان أورد ذكر الحضاره المصريه القديمه عبر صراع موسي مع فرعون لكننا لم نر أي شئ من قصص وأخبار حضارات أخري عريقه وربما أعرق من الحضاره المصريه مثل حضارة الصينين أو حضارة المايا في المكسيك وكذلك حين تعرض القرءان تاريخياً لقصص من الممكن أن تحمل علي أنها تخص بشراً من خارج المنطقه كانت قصة ذي القرنين والذي حسب أغلب التصورات التاريخيه هو الإسكندر الأكبر لكن القرءان لم يتناول غير وجوده في المنطقه وخط فتوحاته من المشرق حيث بابل والشام إلي المغرب حيث شمال القاره الإفريقيه وقصته مع يأجوج ومأجوج تمت في أرض اليمن حيث مكان يأجوج ومأجوج حسب التحليلات التاريخيه
أي أن القرءان النص الشمولي للدين العالمي تعامل بإنتقائيه ننزه الله عنها أو أنه من وضع شخص لا
يعرف شيئاً عن أخبار هذه الحضارات


وهناك جزئيه محيره تتعلق بموضوع الوحي
فالوحي الإلهي يأتي من الله لرسوله عبر ملك من ملائكته والشيطان خارج اللعبه ولا يجرؤ علي أن يتدخل في كلام الله من المفترض
إلا أن كتب السيره كإبن إسحاق وإبن هشام تورد قصة حدثت وقت نزول سورة النجم
وهي أنه عندما وصلت السوره إلي آية أفرئيتم اللات والعزه ومناة الثالثة الأخري
ألقي الشيطان في أذن الرسول كلمات دونت مع الوحي
وهي
تلك الغرانيق العلي وإن شفاعتهن لترتجي

وهذه الكلمات جعلت المشركين يسجدون أما الرسول في حجر الكعبه كرد لمجاملته لآلهتهم
وتداركاً جاء القرءان قائلاً


وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمني ألقي الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته


وهو استدراك لما مر من مخالفه لا نجد لها تبريراً من حيث تمكن الشيطان من التداخل مع الوحي الإلهي وعدم تدارك هذا في وقته وهل هو ضعف عن التدراك أم ترك للفتنه وندخل بهذا في حيز تلاعب الدين بأتباعه وإعطائهم الفرصه للمراهنه من دون دليل فهو لا يمنحك أية ضمانات في حين انه يطلب منك كل الضمانات التي تضمن له إنقيادك ورضوخك في دائرته
ويتمادي في الغموض عبر دلالات مغلقه وبني لفظيه مجتزئه ومتداخله لينتج حاله من الترهيب لا تتفق مع طرحه كدين إنساني بإلأساس لنجد بعض التشبيهات من عينة تشبيه شجرة الزقوم بأن طلعها كأنه رؤوس الشياطين أي تشبيه مجهول بمجهول إمعاناً في التضليل أو إرهاباً من دون مبرر
ومن الجزئيات التي تم تسويق القرءان في زمنه علي أساسها أنه أتي علي يد محمد النبي الأمي وهذا تحديداً ما يجعله معجزه لنجد أن هناك مصادراً تاريخيه إسلاميه تنفي أمية سيدنا محمد
وتروي أنه أثناء صلح الحديبيه عندما أختلف المشركون علي جزئية هذا ما اتفق عليه رسول الله محمد ولما لم يرض علي بحذفها
أخذها منه وحذفها بيده
لكن هناك من يحاول التبرير قائلاص أنه قال لعلي أرنيها
لكن هذا لا ينفي أن هناك مصادراً تذكر العكس

ومما هو جدير بالذكر أن هناك مواقفاص لصحابه وتابعين تعاملوا بإزدواجيه وغموض مع الإسلام والقرءان ويحتاج الموضوع لبحث في هذا السياق
ويكفي أن أذكر بيتين من الشعر ينسب ليزيد إبن معاويه إبن غبي سفيان ثاني خلفاء الدوله الأمويه يقول فيهما


ليت أجدادنا ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأثل

لعبت هاشم بالملك بلا ملك جاء ولا وحي نزل


وهناك قبل أن أصل إلي نهاية الموضوع جزئيه مهمه وملغزه لي أنا علي الأقل ألا وهي جزئية المحاجه والنقاش بين الله والملائكه في خلق آدم حينما عرض الله الموضوع علي الملائكه فقالوا في إستنكار بين وواضح أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
وإذا إعتبرنا أنا كلام الملائكه قد جاء علي خلفية معرفتهم بمجتمع الجن الذي كان يسكن الأرض قبل خلق الإنسان
فإننا سنصل إلي تعقيد أكبر وهو كون الجن كانت مخلوقات غير دمويه فمن أين أتت الملائكه بمعرفة أن الإنسان سيكون كائن له دماء
هل هي معرفة الملائكه بالغيب
وهو أمر مفروغ منه
أمخ القدره علي الإستشراف والتفكير رغم أن الملائكه ومن سياقات قرآنيه أخري كائنات غير مكلفه وليست لديها قدرة التفكير الذي هو في حد ذاته إبداع وإبتكار
ومن أين لها بأن تكشف الغيب لله
ومسألة الطرح لم توضح حدود معرفة الخالق بالموضوع

ولأنني أطلت في الموضوع فأريد أن أشير أن هذا الموضوع جزء مختصر من موضوع كبير وعريض أنجزت منها ما يصنع كتاباً ضخماً وأعترف أنني مارست هوايتي في الكتابه علي الهواء أي أنني كتبت هذا الموضوع من دون تحضير أمامي أنقل منه فلضخامة الموضوع وللكتابه من الذهن لم أوف الموضوع حقه ولم أعرض وجهة النظر كامله التي أود أن أوضح أنها ليست وجهة نظري كحازم المسلم المؤمن بالقرءان وبمحمد والمحافظ علي دينه وعلي صلواته والحافظ لكتاب الله ولكنها وجهة نظر حازم الذي استطاع أن يحيد نفسه لينكأ الجرح ويذكر ما قيل ويقال وسيقال في يوم من الأيام لنتعامل معه فيما بيننا ونجهز أنفسنا للرد الواضح المقنع لنفهم ونُفهم من لا يفهمون
وأعترف أنني في نفس الوقت أمتلك من الأدله الإيمانيه والعقائديه ما يدحض أضعاف هذا وأضعاف ما قاله المستشرقون الغربيون ولكن هناك طموح لأن نحمي المجتمع الإسلامي كاملاً وأن نحمي من هم علي وشك الدخول في إطار هذا المجتمع
وأتمني أن تجدوا من الموضوع ما وجدته من الأهميه ليكون حافزاً علي الحوار والنقاش ليتحقق ما أصبو إليه من نقد ذاتي بصراحه وتوضيح وفهم بوعي لا بحفظ وأوامر
فالإسلام كما أري وسأظل أري
هو دين العقل بإمتياز

هناك تعليق واحد:

حسن مدني يقول...

عزيزي حازم
الموضوع طويل جدا، وليس فيه جديد،
أنا وأنت نعلم أن كل هذه الشبهات قد تم الرد عليها مسبقا آلاف المرات،
ولكن هناك نقطة مهمة جدا وهي الآيات المذكورة
والصواب فيها
"وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود"
واثانية
"أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم"
أرجوا منك الانتباه إلى كتابة الآيات.. الخطا الإملائي وارد ولكن مزيدا من الانتباه مع نص القرآن..
أما هذه النقاط التي أثرتها فهي كلها مردود عليها، وإعادة كتابة الردود، من الذكرة تحتاج إلى وقت طويل..
يسعدني الحوار معك..
تحياتي..