السبت، 3 نوفمبر 2007

الرسول علي شاشة السينما

من القضايا الساخنه والمثيره للجدل قضية تمثيل الأنبياء والصحابه في أعمال فنيه
وجميعنا يعلم كم المهاترات التي مرت إلي أن تم السماح بتصوير مسلسل عمرو إبن العاص الذي قام بدوره نور الشريف
أو كم المشكلات التي واجهت مصطفي العقاد وأبطال فيلم الرساله لمجرد أن دور حمزه قدم في عمل فني لنحرم من مشاهدة هذا العمل البديع طيلة أكثر من عشرين عاماً
قضيه جدليه قائمه ومع كل عمل تتزايد وتتصاعد ثم لا تلبس أن تخفت بالموافقه علي العمل وعلي ساحة الرقابه الكهنوتيه الدينيه الآن سجالات بشأن تقديم الحسين إبن علي في عمل فني وهناك رفض قاطع متأكد من أنه سينتهي وسيتم تقديم العمل
علي ساحه أخري فهناك مشروع لتقديم فيلم عن السيد المسيح يكتبه السيناريست عاطف بشاي ولكنه شبه متعطل لأسباب رقابيه دينيه أيضاً
في حين أن الغرب المسيحيين أيضاً قد تخلصوا من هذه الجدليه من فتره طويله وقدمت الكثير من الأعمال عن السيد المسيح منصفه ومهاجمه لليهود مثل العاطفه الذي عرض تجارياً عندنا بإسم آلام المسيح
أو محلله وناقده ومغالطه حتي تاريخياً مثل شفرة دافنشي
لكن عندنا يبدو أن الأمور سوف تمر بمنحني جدلي كبير وفارق
فبداية التحرر الأوربي كانت مع ثورات المسيحيين علي سلطة الكنيسه في القبرن السادس عشر لنري الآن هذا التحرر في التناول والتقديم
أي يبدوا أننا سوف ننتظر أربعة قرون حتي نري هذا التحرر عندنا
ومؤخراً ثارت الدنيا وهاجت وقامت ولم تقعد لأن ثمة رسوم كاريكاتوريه قدمت في صحيفه دينماركيه تنتقد الرسول أو تسئ له
ودعك من أن هذه الإنتقادات كانت توجه للرسول في حياته ويقابلها بصدر رحب وجميعنا نعلم قصة الرجل الذي دخل عليه صلي الله عليه وسلم في المسجد وقال له إعطني يا محمد مما أعطاك الله فإنك لا تعطني من مال أمك ولا أبيك
وتقبلها الرسول ومنع عنه إيذاء المسلمين الذين ثاروا من الكلمه
دعك من هذا
لكن لمذا ننتظر منهم أن يقدموا رسولنا وهل سننتظر إلي أن ينتجوا عنه فيلماً سينمائياً منتقداً له لنثور ونقاطع ثم ننتهي إلي لا شئ
وهل من الممكن أن نري هذه الرسوم وليس شرطاً أن تكون هي تحديداً ولكن أي رسوم عن الرسول مادحه مفسره ومتناوله لمواقف من حياته علي صفحات الجرائد المصريه والعربيه
لماذا لا نأخذ زمام المبادره أبداً وأتذكر أن هناك محواله قد تمت لتجسيد شخصية الرسول صلي الله عليه وسلم علي شاشة السينما في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي وكان مرشحاً لها ولأداء الدور الممثل الكبير يوسف وهبي ولكن عبر ضغوط من الدول الإسلاميه ومن النظام السعودي الناشئ وإيثاراً للسلامه تم التخلي عن الفكره بعد أن قطعوا فيها شوطاً كبيراً وقد رأيت صوراً ليوسف وهبي في أثناء مراحل التحضير للفيلم وهو في مكياج الشخصيه لكن هذه طبيعتنا الغالبه
دائماً في موقع رد الفعل لا نشرح ولا نبين ولا نسوق أنفسنا ثم نثور فيما بعد ضد سوء الفهم
السينما هي الوسيله الكبر والأشهر في حركة الميديا والإعلام والفعل الثقافي والتنويري الآن
هل يمكن أن نحلم بفيلم يناقش مسألة الفتنه الكبري
أو مقتل عثمان بن عفان
أو مقتل عمر أو علي
أو خلافة أبو بكر ومداولات ثقيفة بني ساعده
أو موت الرسول أو حياته وأبنائه وزوجاته والبعثه وما واجهه
هل يمكن أن نحلم بهذا أم أن هذا متاح لمن تفوقوا علينا تاريخياً وثقافياً أن يتناولوا تاريخنا وديننا ونبينا وثقافتنا في غيبه شديده منا قهراً وقسراً
ماهو المانع الديني والشرعي لتمثيل الصحابه والرسول وآل البيت علي شاشة السينما أو التليفزيون
هو ليست تشويهاً ولا إنتحالاً للنبوه وليس هناك خلط والآن لدي أقل المستويات التعليميه والثقافيه في مصربل وفي العالم يمتقدمينه وناميينه تفريق بين الممثل والدور كي لا يحاول أحد أن يبرر السبب أنه لا يصح أن يقوم أحد بدور الرسول ثم نراه في دور آخر في أحضان راقصه أو يحتسي الخمر
لم يعد هذا الخلط موجوداً والجميع يعلمون أن الممثل ممثل
أنا أري من قراءه دينيه شرعيه فقهيه أنه ليس ثمة موانع لذلك بأي حال من الأحوال ولكني أريد من يمتلك دليلاً علي المنع أن يبوح به
لابد أن نسترشد بالعقل والمنطق ونحسب الهداف والنتائج والمكاسب المتوقعه
لابد أن نخاطب الجميع بلغة العصر
الرسول في فيلم سينمائي أو مسلسل تليفزيوني يحكي ويشرح بلغه سينمائيه جميله وبحوار شائق رائق فصيح سيكون سفيراً للإسلام أفضل من مؤسسة كامله كالأزهر
وتبسيط التاريخ الإسلامي وفترات عمر وعثمان وعلي وأبو بكر بإشكالياتها وألغازها سيكون مفيداً للجميع كباراً وصغاراً ومفجراً لحوار مهم ناقد وشارح
ولنتأمل كم الحوار الدائر علي فترة الملك فاروق بعد عرض المسلسل في شهر رمضان لنري كماً من الحوار ناقداً وموضحاً في شهر يربو علي كل ما أثير عن الملك علي مدي خمسة وخمسين عاماً
أحلم بحق أن أري هذا التفتح عندنا وأن نعي أن الرسول أو الصحابه علي شاشة السينما أو التليفزيون هم مواقف وكلمات تتجسد بدلاً من نومها بين دفات الكتب وهو سفراء
والعمل الفني سوف يضاعف الإهتمام بالتاريخ الإسلامي وبالسنه النبويه وبالدين الإسلامي
هل من الممكن أن نري هذا أم أن الأمر يحتاج إلي أربعة قرون
وهي الفتره الفاصله بيننا وبين أوربا
يعني هانضطر نكسر إحتكار الأزهر للدين ووصايته ونعمل مذهب غير المذاهب الأربعه الأول
وإلا مش لازم ده كله يحصل والناس تشغل دماغها وتسيبها من عقلية الخيمه والجمل إللي حاكمه المسلمين لحد دلوقتي
مش عارف

بس يارب

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مع اعجابى الشديد بمقالاتك وقصيدتك عنفلسطين لكن موضوع الرسول بالذات مينفعشى نتعامل معاه بالسطحية دى..ويكفى ان اسالك لو عرض عليك دور الرسول عليه الصلاة والسلام حتوافق..وسيبك من المسيحيين لاننا بنحترم المسيح اكتر منهم على فكرة..لكن الموضوع حيدخل بقه فى حرية الابداع وانت فاهم بقه كل واحد يمثل على مزاجة ودا الرسول عليه الصلاة والسلام مش لعبة
غير كده هو التمثيل حلال ولا حرام الاول؟
انا مش متشدد وباروح سينما لعلمك
بس فعلا انا قاصد السؤال