الجمعة، 3 أغسطس 2007

بيحبنا وإلا بيحبهم : سؤال ما أجاوبش عليه

سؤال مهم وضروري
الحب أياً كان من من ولمن
هل من الممكن أن يكون سبباً كافياً لأن نغفر ونتغاضي عن كل الذنوب والأخطاء
بمعني

هو الحب مبرر كافي لإنك تغلط؟

أيوه في المطلق كده لأني شايف بشكل شخصي إن الحب تصرف صحيح
تصرف ناضج وعاقل يمثل أقصي حالات الإستعداد للتضحيه والتنازل في سبيل إسعاد آخرين

وهو بالتالي نقيض أيه أخطاء أياً كان سببها وباعثها

دي القاعده إللي أنا باأؤمن بيها

لكن إعمالاً للمنطق ولإن كل قاعده ليها شواذ
دي غير الشواذ المعروفين أحسن وزيرنا الهمام يزعل مني وإلا عم رفيق وإلا جو
لكن رغم إعترافنا بإن لكل قاعده شواذ فهذه الشواذ دليلاً آخراً داغماً علي حجية القاعده

فهي بالطبع تؤكد القاعده وترسخها ولا تنفيها

يبقي هانقول ان الحب ممكن يكون مبرر لأنك تغلط علشان إللي بتحبه

يعني مش تغلط فيه

أو تغلط في حد علشان خاطره

يعني المبرر ينحصر في إنك ممكن تتنازل شويه عن كرامتك وكبريائك في مقابل من تحب أو إنك تصرف علي غير هواك
أو تضحي بالجمعيه وتحويشة العمر

أو إنك تراجع نفسك وتأخذ موقف من تحب إرضاءً له إذا كان ذلك لا يتعارض مع مبادئك العامه أو لن يؤدي لأضرار كبري إعمالاً لمبدأ لا ضرر ولا ضرار

لكن إنك تغلط في إللي بتحبه بدافع الحب

وبدافع إنك خايف عليه وعلي مصلحته إللي بتفترض إنه هو أعمي ومش شايفها فده غلط

أو إنك تغلط في أخ أو صديق أو جار إرضاءً لمن تحب

أو تقوم بأخطاء خاصه بمبدأ عام أو عمل أو تخون أمانه كالذين يرتشون حتي يحققون طموحات أحبابهم

فده غلط
يعني المعيار إن التنازلات إللي ممكن تقدنها لصالح حبيبك تكون من حر مالك أو مواقف خاصه بك يقع ضررها عليك وحدك دون غيرك من البشر

الموضوع كله فرض نفسه عليا من سؤال جوهري سألته لنفسي وأنا قاعد مره

وعلي خلفية استماعي الكثير وغير المبرر لحوارات وخطب وتصريحات السيد الرئيس محمد حسني مبارك

أنه يراعي مصلحة محدودي الدخل وأنه يعمل لصالحهم وأنه متعاطف معاهم ومن الآخر بيحبهم
وحسيت من كلامه إنه بياخدمي من ورا البت بتاعتي ويخرجمي ويوديني حديقة الأورمان أو حديقة الفسطاط
ويجيب ترمس ويمسك إيدي ويسبل والحاجات دي

طيب لما هو بيحب الشعب ومحدودي الدخل إللي هما الشعب كله بردوا باستثناء الشويه بتوعوا هو وإبنه

إمال التصرفات المعاديه لينا دي تبقي ايه

وهل الموضوع فقط إختلاف وجهات نظر

يعني هو بيحبنا أه بس بطريقته إللي إحنا رافضينها
يعني بيحبنا طبقاً لمصلحتنا إللي إحنا مش عارفينها

لما قعدت أفكر في الموضوع من الزاويه دي لقيت إن احتمال ان يكون الإختلاف في الإستراتيجيه المتبعه في التعبير عن الحب هو إحتمال معدوم

فأياً كان الصدام بينك وبين من تحب وإختلافك في الآليه التي ينتهجها كلاكما في التعبير عن محبته للآخر فلابد أن تكون هناك جزيره وسطي كالتي لم نعد نراها في الشوارع تجمعكما في نقاط واضحه ومحدده وليس عليها أي خلاف

أي أنه رغم التعارض وأياً كانت درجته لابد أن تكون هناك نقاط إتفاق بين الأحباب
فرغم إحتمالات الخصام والفراق والخناق بين الأحباب إلا أن الموضوع في النهايه لن يخلو من مكالمة تليفون أو إعتذار أو محاوله للإسترضاء
وبالطبع سوف يكون قائماً في كل الأحوال مساحات من الود والنقاط المشتركه التي قامت العلاقه أساساً عليها ولم يكن لأـي حال من الأخوال أن تقوم لهذه العلاقه قائمه بدونها
وهو ماليس موجوداً بالمره في علاقتنا مع النظام والرئيس مبارك تحديداً

بمعني أنني من الممكن أن أختلف معك علي طريقتك في التعامل معي

بل وأن أرفض هذه الطريقه بالمره لكنه يبقي هناك حقيقه لا أستطيع نفيها وهي أن ثمة حباً واضحاً يدفعك لهذه التصرفات نتيجه لحسابات مختلفه تتعامل بها مع الموضوع

يعني بتحبني بس مش زي ما أنا عايز
زي الأب أو الأم إللي بيصر إنه يشتري لولاده اللبس علي مزاجه
الواد بيرفض ويضرب رجليه في الأرض ويعيط وفي الآخر الأب بيجيب إللي هو عايزه
لكن الواد ما يقدرش يقول إن الأب بيعمل كده لأنه بيكرهه

لكن لما نظرت إلي تعامل الرئيس مبارك مع الشعب

لقيت إنه لا بيحبنا ولا زفت وليس الخلاف واقعاً فقط في منطقة عدم إتفاق الرؤيه لكن الخلاف يقوم في الأساس علي المشاعر نفسها ووجودها من عدمه

فليس ثمة نقاط إتفاق تجمعنا مع الرئيس مبارك كما أنه لا يقدم وغير مستعد أساساً لتقديم أية تنازلات كمبادره لحسن النوايا وتعبير عن الحب

ببساطه أياً وصل الخلاف بين المحبين تبقي منطقه لابد من إجتيازها سوياً دون إنفصال وهو مالا يحدث بيننا والرئيس

فالرئيس الذي ذهب لتشجيع المنتخب القومي لكرة القدم أثناء وقوف أهالي الضحايا في حادث عبارة ممدوح إسماعيل منتظرين لأي إصبع قدم أو يد من زويهم لم يجتز معنا المنطقه التي من المفترض أن نخوضها سوياً
الرئيس الذي إكتفي في حادث قطار الصعيد بإرغام وزير النقل علي تقديم إستقالته دون محاسبته ليأأتي لنا برجل أعما بدلاً منه
لم يجتز معنا المنطقه التي من المفترض أن نخوضها سوياً

الرئيس الذي سقط في مجلس الشعب في شهر رمضان

والذي ذهب لألمانيا لإجراء جراحه في العمود الفقري

وسط بلاده أو لنقل حياد شعبي علي الأقل في أوساط كثيره محيطه بي لا هم تمنوا له الخير ولا الشر

أي أننا لم نجتز معه المنطقه التي كان من المفترض أن نخوضها سوياً

الرئيس الذي لا يحرك ساكناً أمام أية مشكله أو كارثه تحيق بالشعب المصري ويطلق يد رجاله في قوت وحياة وأمن من يفترض أنه يراعيهم ويحبهم

الرئيس الذي يرعي الفساد علي مدي أكثر من ربع قرن دون وازع من ضمير يرده عن إستباحة بلد وشعب

هو بالتأكيد لا يحبنا بالمره

أياً كانت تعبيراته ومبرراته وأياً حاول ان يطلي خدعته علينا وأن يقنعنا بالعكس

ليس الموضوع بالتالي خلاف علي طريقة التعبير عن الحب كخلافات الأزواج التي تنحصر في رفض الزوجه لخرسه الزوجي ودفاع الزوج بأن الحب أفعال لا أقوال

في حالتنا مع مبارك ليس هناك خرس زوجي من أي نوع لكن هناك خرس في الأفعال أي أن ركيزته الأساسيه كزوج غائبه وليس ثمة مبرر يعوض به هذا النقص

وأنا إخترت التشبيه بالأزواج لأن علاقتنا به أضحت تنحصر في إطار علاقة زواج تفتقد حتي لبعض الضمانات الشرعيه كالطلاق أي أنه زواج ينقضي بموت أحد الطرفين كالزواج الكاثوليكي

وهذا التشبيه ليس غريباً

فأمين عثمان الذي كان وزيراً مصرياً وقف أمام مجلس النواب معلناً أن علاقة مصر بالمملكه المتحده هي علاقة زواج كاثوليكي وكان مصيره أن اغتيل علي يد السادات وأفراد الحرس الحديدي كرد فعل علي مثل هذه التصريحات

والخلاصه

هي أن زواجنا بالرئيس مبارك هو زواج كاثوليكي لا ينقضي إلا بالوفاه كما أنه يفتقد للحب

أي أنه لا يحبنا مثلما يقول

وخرج بالتالي من دائرة الولاء والإنتماء الكبري إلي دائره أصغر تنحصر في علاقته الأسريه

هل الرئيس يحب أسرته؟

بالطبع ستكون الإجابه بنعم والدلائل واضحه وصريحه

فالزوجه التي تأخذ مساحه أعلاميه لا يأخذها رئيس الوزراء والوزراء

والإبن الأكبر الذي يعيث فساداً في الإقتصاد المصري ويمتلك مشروعات كبري بالمليارات ويشارك أباطرة المال والأعمال بالرضي والجبر

والإبن الأصغر الذي يمتلك هو الآخر مشروعات كبري وشركات أوراق ماليه تتاجر في ديون البلد

وتم تصعيده في غضون سنوات قليله وبعد أن كان موظفاً بأحد البنوك

إلي أن وصل إلي موقع الرجل الثاني في الحزب الوطني بل وفي النظام بأكمله بافتراض أن مبارك بحكم السن هو الرجل الأول

إذاً فالرئيس مبارك يحب عائلته

وهذا ليس عيباً لكننا نعود للسؤال الرئيسي

هل الحب مبرر كافي للغلط؟

الرئيس مبارك لم يخطئ في حق عائلته التي يحبها

ولم يخطئ في حق نفسه التي يحبها أيضاً إرضاءً لعائلته

ولكنه أخطأ في حقنا نحن إرضاءً لها

هل الحب يكفي كمبرر لأن تسلب الغير حقه وتعتدي عليه بشتي الطرق والوسائل

هل الحب كمبرر يكفي لأن ترتكب حماقات كبري في حق أناس لا ذنب لهم ولا جريره ولا يعنيهم حبك لعائلتك أو كرهك لها ولم ينتخبوك_ إذا كانوا إنتخبوك_ لتأتي أنت وعائلتك لسدة الحكم

أعتقد أن الحب ليس مبرراً كافياً لإرتكاب كل هذه المخالفات والمحظورات في حق أناس يدعي الرئيس مبارك ليل نهار أنه بيرعي مصالحهم ويخاف عليهم ويحبهم

يعني هو بيحبنا وإلا لأ

ده مش مهم

وبيحب عيلته وإلا لأ

ده بردوا مش مهم

لكن الأهم هو الحب يخليه يعمل كده؟

ما أعرفش

ليست هناك تعليقات: