الثلاثاء، 8 يناير 2008

جمال مبارك : من كان منكم بشرعيّه فليرمني بحجر

نفس القضيه التي مللنا من الحديث حولها
قضية توريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس وكلنا نعلم حدود وملابسات الموضوع وأنا قد كتبت كثيراً من قبل عن هذا الموضوع بالتحليل وطرحت رأيي الشخصي الذي أظنه من واقع الأمور والأحداث حقيقياً إلي حد كبير من ناحية غرض مبارك في التوريث والدافع الذي يدفعهم إلي السير في هذا الإتجاه رغمخ المعارضه الكبيره العلنيه والخافيه من جميع طوائف الشعب بما فيها الكثير من رجال النظام
ومن يريد أن يطلع علي هذه التحليلات عليه بأرشيف المدونه
لكنني في هذا الموضوع أتناول نقطه مهمه لم نتعرض لها برغم نقاشاتنا الكثيره والمطوله حول هذا الموضوع
ألا وهي نقطة شرعية جمال مبارك التي تضمن تمرير هذا الأمر
والشرعيه مطلب ضروري ولابد منه للنظام الحاكم وقد كانت الشرعيه في السابق مستمده من أصل إثني أو عرقي لاغ يد لصاحبه فيه أو من سلطه فوقيه
فإذا نظرنا إلي التاريخ البعيد والقريب وبعض الأنظمه الحاكمه في دول كثيره إلي الآن
سنجد أن هناك الأنظمه الملكيه في دول كثيره عربيه وأوربيه وسواء كانت ملكيه مطلقه كالدول العربيه أو ملكيه دستوريه كالكثير من الملكيات الأوربيه في هولندا وبريطانيا وأسبانيا وغيرها إلا أن هذا التعديل قد طرأ حديثاً لإرضاء طموحات الشعوب التي وصلت إلي مرحله من التطور لم يكن في مقدور الملكيه المطلقه إرضاء طموحاتها فتم التعديل علي عكس الدول العربيه ولكن بقي الأصل في الموضوع وهو الأسره الحاكمه وإن كان قد تم تخفيض ميزاتها وسلاطاتها إلي حد قريب من إنعدامها إلا أنها تظل أسره حاكمه تستمد الشرعيه وتورثها طبقاً لآليات ليس لها فضل فيها بالتجاوز عن منشأ العائله لأنني أتكلم في سياقات راهنه ولا يمكن أن أحتسب ذكاء وقدرة وتفوق الجدود لصالح الأحفاد
وبالنظر أيضاً إلي أنظمه اخري سابقه وقائمه سنجد أن هناك ثمة شرعيه ولكنه بمقاييس أخري
فنظام جنوب إفريقيا إلي التسعينات كان نظاماً عرقياً يستمد الحاكم مشروعيته فيه من كونه أبيض البشره ومن نسل المهاجرين الهولنديين
وكذلك الأمر في بلاد إفريقيه أخري كرواندا وبوروندي التي تأتي فيهما مشروعية الحاكم من عرقه تبعاً لإنتمائه القبلي وهل هو من التوتسي أو من الهوتو هناك الكثير من النماذج في هذا السياق ولكن لكي لا أطيل أعتقد أنني قد طرحت من الأمثله ما يكفي لأن أتناول الموضوع بخصوصيه علي الأرضيه المصريه
وفي مصر تاريخياً كانت ثمة شرعيه للنظام الحاكم تستمد دينيناً أو أسرياً أو حتي بالقوه أو من الشعب وهذه آخر الشرعيات المهمه
ففي مصر الفرعونيه كانت شرعية الحاكم تستمد من الكهنه أولاً ثم من أسرته في المقام الثاني
وجاءت الإمبراطوريات الخارجيه كالفرس والروم ثم الإمبراطوريه العربيه الإسلاميه لتغير مفهوم الشرعيه وتجعله مستمداً من سلطه خارجيه حاكمه تدعمها القوه والنفوذ العسكري ولتعصبح شرعية الحاكم تقاس بمدي تأييد العاصمه له سواء كانت روما أو المدينه أو بغداد أو دمشق أو القسطنطينيه
وحدثت بدايات التغيير مع قدوم محمد علي الذي أتي بشرعيتين مجتمعتين وهما شرعية الخارج التي كانت مستجيبه بالأساس لشرعية الداخل التي تمثلت في مطالب الشعب بعد خلع خورشيد باشا
وبدأ محمد علي يتخلي عن الشرعيه الخارجيه ويهتم بالشرعيه الداخليه التي وفرت له القوه والسطوه والجيوش التي تعامل بها كإمبراطوريه مستقله إلي أن تم توقيع إتفاقيه بينه وبين السلطان العثماني بعد منحني مؤتمر لندن في 1840
لتعود الأمور متوازنه بين الداخل والخارج ولكنها ظلت في إطار الشرعيه المورثه بغض النظر عن تحول المسميات من خديوي إلي سلطان إلي ملك
ولكن مع ثورة يوليو تغير مفهوم الشرعيه وبالفعل تخلي عن منطق الشرعيه الوراثيه ولكنه لم يلتفت إلي الشرعيه الشعبيه أو إلتفت إليها بشكل آخر فقد جعل من الثوره نفسها_ عبر آليات دعائيه وشعارات وخطوات علي الأرض _ شرعيه مستقله ظلت هي السند الداعم لنظام محمد نجيب الذي لم يستمر طويلاً ثم إنتقلت نفس الشرعيه إلي نظام عبد الناصر وكانت هي وحدها الكفيله بأن تحفظ النظام رغم عواصف اسوأ كارثه في تاريخ مصر في يونيو 67 وبعد وفاة عبد الناصر إنتقلت نفس الشرعيه إلي السادات لأنه لم يكن هناك ثمة شرعيه يمكن أن يصدّر نفسه بها إلي الناس
وبالفعل تعامل معها كحق مكتسب بغض النظر عن كونه كان مشاركاً فاعلاً في إنتاجها أم لا ومن بداية حكمه وعبر ثورة التصحيح كما سمّاها في يوليو 71 كان يوطد السادات شرعيته الثوريه ويقصي منافسيه اللذين يستحقونا مثله إن لم يكنه أكثر منه
ومع عبور القناه وبغض النظر أيضاً عن إتفاقنا أو إختلافنا مع إستراتيجيات السادات في الحرب وما بعدها إلا أنها كانت شرعيه جديده تم إنتاجها إعلامياً وبروزتها وتصديرها للناس بعد كبوه مؤلمه إستمرت ستة أعوام
وتم إلحاق إتفاقية كامب ديفيد بها لتصبح الشرعيه الجديده هي الحرب والسلام أو طبقاً لم أرادوا أن يفهمه الشعب وفهمه بالفعل هي الإستقرار ليذهب السادات ويأتي مبارك متخذاً هذه الشرعيه مطيته في حكم مصر بحكم أنه كان مشاركاً في إنتاجها بشكل أو آخر
وكتركيبه نفسيه للإنسان عامة أو لنقل في محل الحديث عن الوضع بخصوصيه للإنسان المصري والعربي هو بطبعه يحب الزعامه ذات الكاريزما والمنجز الذي لابد أن يكون له سند داعم
وبالتالي فإن الأزمه التي تعواجه أي حاكم في المنطقه وفي مصر تحديداً هو أن يأتي مدعوماً بشرعيه مهمه وثقيله ولها وزن لدي الشعب
وقد يكون هذا بسبب عدم التقدم في التركيبه النفسيه والثقافيه لجزء كبير من الشعب المصري أو لأن الثقافه العربيه التي تم تصديرها لنا وتغلغلت داخلنا جميعاً تحتفي بالبطل السوبر الخارق
ولهذا كان لابد من البحث عن شرعيه ملائمه يأتي جمال مبارك ممتطياً صهوتها
وهذا مايفسر كثيراً من تصرفات النظام تجاه جمال مبارك بدايةً من تصعيده بخطوات محسوبه وعدم التفكير في إحداث القفزه مره واحده درءاً للمعارضه والنقد مثلما حدث في سوريا التي تم تصعيد بشار فيها لسدة الحكم في غضون شهور قليله ولذلك لم تأت المعارضه بما يمكن أن يعطل العمليه إستغلالاً لعنصر المفاجأه أو لأن موقع بشار علي رأس النظام يختلف عن كونه إبن الرئيس مثلما هو الحال بالنسبه لجمال الذي إن أسعده الحظ غم أني متيقن من العكس وصعد إلي كرسي الرئاسه فإن دفة المعارضه ستتحول أو لنقل علي أقل تقدير رياحها ستخفت
وجمال مبارك بحكم السن طبعاً لا يمكن أن يأتي بشرعية حرب أكتوبر لأن هذه بالذات لا يمكن توريثها من أب لإبنه أما البلد فيمكن توريثها كاملة بشرط أن تتم العمليه بذكاء
المطبخ الرئاسي والحزبي والحكومي الآن يبحث عن شرعيه ملائمه لجمال مبارك ولهذا نري أن نظيف وكثير من الوزراء قد تخلوا عن بعض أو كل أدوارهم الرسميه لصالح جمال لنجده متحدثاً رسمياً في محافل وأنشطه هي من إختصاص الحكومه بل إن مبارك الأب نفسه تخلي عن الكثير من إختصاصاته في سبيل أن يجد جمال الشرعيه الملائمه
ولعل تعرضه لمسألة الدخول في غمار الطاقه النوويه بشكل بسيط ومتقطع مع كون جمال أكثر المعلقين والمتحدثين في هذا الموضوع هو محاوله لتفصيل هذه الشرعيه المرغوبه
والدليل أنه في سبيل هذا يتم تزوير التاريخ المصري المعاصر الذي لايزال بيننا من شارك في صنعه عبر إعلان جمال مبارك في كل أحاديثه في هذا السياق أن مصر قررت أن تدخل المجال لأول مره كبحث عن مصدر بديل للطاقه
متناسياً أو مزوراً لكون مصر تعمل في المجال النووي من منتصف خمسينيات القرن الماضي عبر المفاعل الموجود في إنشاص والذي يعمل في مجال إنتاج النظائر المشعه ةالتي تستخدم في العمليات العلاجيه وأن قسم اله8ندسه النوويه في جامعة الإسكندريه أنشئ في الخمسينيات من أجل توفير كوادر جيده لخوض هذا المجال بقوه وكان هناك تعاملاً كبيراً ومهماً بين مصر وفرنسا في هذا الموضوع
أي أن هناك تزويراً متعمداً في التاريخ من أجل أن يخرج جمال مبارك بشرعيه ملائمه لكونه الرئيس القادم وفق ما يتصور مبارك الأب والسيده قرينته
وتأتي كمحاولات أخري علي الطريق حديثه الدائم عن الفقراء والغلاء ومحدودي الدخل وكذلك جمعية جيل المستقبل التي تعمل بأموال الدوله لصالح تلميع جمال مبارك وخلق شرائح من الشباب مؤمنه به تساهم في إحداث تغير في مسار الرأي العامك بالنسبه له
ولهذا فأنا أري أن معارضة التوريث بالنسق الحالي هي محاولات خائبه لن تؤتي ثمارها
لأن المحك والأزمه في الشرعيه التي إن نجحوا في إنتاجها فسيكون جمال مبارك الرئيس القادم دون منازع
فجهودنا وكل المعارضينة لا تعدو كونها جهود أفراد في مقابلة جهود دوله تم تجنيدها بالكامل لصالح هذا الهدف
ولهذا فالأنسب والأهم هو أن نستغل قدراتنا جميعاً كمعارضين في أن نفند سياسات وطرق عمل وتصريحات جمال مبارك كوسيله أعتقد أنها مهمه في ةتعطيل أو هدم محاولات إنتاج شرعيه تليق برئيس دوله في مطلع القرن الحادي والعشرين
أعتقد أننا نمتلك من الإمكانات الإعلاميه عبر الجرائد وقنوات التلفيزيون والمدونات ما يمكننا من نقد وتفنيد كل محاولاتهم لأنتاج شرعيه تليق بإبن الرئيس الحالي ليصبح رئيس قادم
مع العلم أن جمال مبارك مقاسه في البدل والأندر وير والشرعيه نفس مقاس أبوه والغباء علي ما أعتقد واحد

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

شرعية مين والناس نايمين

شوف يا جيفار يا بني

ثمة مقولة بتقول الحق ليس هو الحق ولكن الحق هو قدرة السيف علي اعلاؤه

لم يوجد رئيسي شرعي لمصر بعد سيدنا يوسف عليه السلام

الله الوطن التريث

غير معرف يقول...

شرعية مين والناس نايمين

شوف يا جيفار يا بني

ثمة مقولة بتقول الحق ليس هو الحق ولكن الحق هو قدرة السيف علي اعلاؤه

لم يوجد رئيسي شرعي لمصر بعد سيدنا يوسف عليه السلام

الله الوطن التريث