الخميس، 24 يناير 2008

هل يستحق العادلي ورجاله مقاسمة أصحاب العيد

في الخامس والعشرين من شهر يناير كل عام يتم الإحتفال بعيد الشرطه
وهو ليس تاريخاً فارغاً معلقاً في الهواء
أو إختياراً بالقسمة والنصيب
وإنما هو كغيره من الإحتفاليات والأعياد أتت بالأساس علي خلفية أحداث مهمه مثلت فعلاًص فارقاً ومغايراً ومهماً لأصحابه ومتلقيه مما شكل تكاتفاً عاماً حول التاريخ أدي إلي توارث العيد ووصوله إلي الآن
وكونه فيما سبق عيداً شعبياً لا عيد للشرطه وحده
والبدايه التي يعرفها الجميع ولكن في سياق هذا الموضوع لابد من أن أذكرها
كانت من الإسماعيليه
وفي الخامس والعشرين من يناير عام 1952 وقبل قيام الثوره بشهور قليله
وقف ضباط وجنود قسم شرطة الإسماعيليه في وجه قوات الإحتلال الإنجليزي رافضين الإستكانه والخضوع وتسليم المكان الذي هو شرف المهنه وشرف رجال الأمن لقوات الإحتلال
مجموعه قليله من رجال الشرطه وبتسليح خفيف وذخيره ضئيلهع وقفوا في وجه حشد كبير من رجال الجيش الإنجليزي يفوقونهم عدداً وعتاداً وتسليحاً
ليقاوموا ويصدوا ويمنعوا فوق ما تخيل المصريون والإنجليز
ويموت منهم الكثيرين
وبصرف النظر عن نتائج اغلموضوع من جثث وخسائر وما آلت إليه الأحداث
إلا أن الإحتفال كان شيئاً طبيعياً حتي لو لم يمت منهم أحداً
فهم الذين تعاملوا بالمنطق المهني الذي تساوي في هذا الوقت التاريخي مع المنط الوطني وأدي إلي إكتساب حب وتعاطف القواعد الشعبيه التي كان جلّ ما يؤرقها هو وضعها ووضع البلد تحت الإحتلال الذي أنهكها إقتصادياً وعسكرياً في إستنزاف لمواردها ودخل قناتها في حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل وفي تدعيم إقتصاد الإمبراطوريه الإنجليزيه
رجال الإسماعيليه كانوا ضباطاً مهنيين بقواعدهم التي تقترب إلي حد التماس مع القواعد العسكريه
وكانوا وطنيين بالقواعد الشعبيه والعامه
رغم أن النظام الحاكم في هذا الوقت وقبل قيام الثوره لم يكن عدواً بدرجه كبيره أو لم يكن عدواً أساساً للمحتل
لكن التساؤل الذي أطرحه في هذا الموقف وفي كل المواقف التي يتم السطو فيها علي شرعية التاريخ وشرعية الأحداث وشرعية الغير بحكم الغنتماتء أو القدره علي التزوير وحسب
السادات سطي علي شرعية يوليو بحكم أنه ممن كانوا موجودين ضمن التشكيل الأساسي للضباط الأحرار بغض النظر عن الهروب والإحتراز وحادثة السينما
بل إن عبد الناصر نفسه سطي علي هذه الشرعيه بحكم الإنتماء للتنظيم
وهو الذي لم يذهب إلي موقع الحدث إلا بعد نجاح الثوره او الإنقلاب بل وتم منعه في البدء من الدخول لأن الأفراد المعاونين لم يعرفوه بحكم غيابه عن وقت ومكان الفعل
ومبارك سطي علي شرعية أكتوبر بحكم الإنتماء إلي القياديين في القوات المسلحه وكونه كان قائداً للقوات الجويه
بغض النظر عمن قاموا بالفعل أساساص ودفعوا أرواحهم في سبيل تحقيقه
وبإغفال المهندسين الحقيقيين للحرب كأمثال المشير محمد عبد الغني الجمسي وغيره
لتصبح أكتوبر هي الضربه الجويه التي فتحت باب الحريه
علماً بأن إسهامها في الحرب وإن كان كبيراً ومهماً إلا انه أقل من 120 ألف جندي من المشاه فقدوا في الحرب بل ودور مبارك نفسه أقل ممن راح من طيارينا ومنهم شقيق السادات الذي تم نسيانه مع من تم نفيهم من التاريخ الرسمي للحرب لتكون هذه الشرعيه التي يتكئ عليها مبارك ويعوض بها فقره السياسي والثقافي وملكاته وقدراته العقليه


واليوم يريد حبيب العادلي وزير الداخليه هو ورجاله الآن أن يسطو علي شرعية المقاومه والبساله التي قاموا بها رجال الإسماعيليه قبل أن يولد العادلي و99% من رجال وزارته أي أن أحداً منهم لم يخدم مع هؤلاء الناس
ولم يكن ضمن المنظومه التي حققت ما جعل هذا ليوم عيداً
والإحتفاق يتم بمنطق الإنتماء الشكلاني لجهاز واحد _ إسماً _ وطبعاً إسماً لأنه ليس هناك ثمة إعتراض أن تحتفل الداخليه بهذا العيد حتي إذا لم تكن حققت فيه شيئاً أو حضرته ولكن بشرط أن تكون داخلية اليوم هي الداخليه التي حققت مجد الأمس بنفس المبادئ والقيم والأعراف

وإذا كنا نتحدث عن رجال قاموا بمهنيه مهمه ووطنيه كبيره

عدد قليل من الضباط والجنود في مقابلة حشد من الجيش الإنجليزي يتفوق عدداً وعتاداً عليهم

ولكننا الآن نري أكثر من مليون ونصف المليون من رجال الداخليه متفوقين عتاداً وتجهيزاً بشكل كبير جداً
بل أصبحوا جيشاً أو أشبه بالجيش وفقاً للتشبيهات الدوليه لقوات الأمن المركزي بأنها قوات شبه عسكريه
هذا الحشد المتقدم تسليحاً والفائق عدداً والذي يساوي تعداد دول
فالكويت تعداد مواطنيها أقل من مليون ونصف
جزر القمر تعدادها 650 ألف
قطر والبحرين يساووا هذا العدد أو يفوقوه قليلاً

إذن نحن نتحدث عن دوله مسلحه ومجهزه
وفيما عملها
لا تواجه إحتلالاً
ولا تحارب فساداً
ولاتعمل من الأساس وفق منطق وطني يغلب المصلحه العامه علي المصلحه الخاصه ويغفر بعض التجاوزات
إنهم يواجهون شعباً جائعاً مقهوراً ذليلاً موصصوماً بالضعف ومفضلاً له إيثاراً للسلامه
يواجهونهم بالمتاريس والرصاص المطاطي وهتك الأعراض والضرب والسحل الذي طال الجميع نساءً ورجالاً وشيوخاً وأطفالاً ووصل إلي القضاه الذين لم يعصمهم مركزهم وكونهم رجال قانون من بطش قوات الأمن المركزي شبه العسكريه
هم يواجهوننا
وليس بدافع وطني ولتغليب المصلحه العامه
خم يغلّبون المصلحه الخاصه علي المصلحه الخاصه
عملهم ليس لصالح مصر وإنما لصالح من يحكمون مصر وشللهم وأتباعهم وسدنتهم وذيولهم
هم خدمه للصوص وفاسدين وظالمين ومغتصبي حقوق وأموال وسلطات وكراسي برلمانيه ووزاريه ورئاسيه
وهم أنفسهم يعلمون ذلك ويعرفون أنه ليس ثمة ما يمكنهم أن يفخروا به في يوم عيدهم فيقف اللواء مقدم الحفل ذاكراً ومعدداً في الذكر إلي حد الملل عن الضابط المتناوي الذي راح ضحية تأدية الواجب وإنقاذ فتاه من مختطفيها
هم لا يجدون إلا نموذجاً كهذا للفخر
لأنهم يعلمون أن ثيايهم مدنسه وأفعالهم شائنه
رغم أن هذا الضابط راح ضحية امين الشرطه المرافق له
أي أنهم أيضاً لم يفلحوا في إكمال نموذج واحد جيد
لا أقول أنه راح عمدا_ والله أعلم _ ولكن العقليه التي تربت علي السوء قد يدفعها الاشعور او التخبط وعدم الإحساس بالأهميه وبدوره المنوط به حماية الناس لا إرهابهم
قد يدفعها هذا إلي الإستخفاف بالسلاح وبالوظيفه ومقتضياتها لتخرج الرصاصه للضابط لا للمختطفين


لا أعتقد أن من حق حبيب العادلي أن يقف خاطباً فرحاً مهللاً وهو يغتصب حقاً ليس له ويقف في موقعٍِ لا يليق به
زأعتقد أنه شخصياً كان يعي هذا إلي الحد الذي قاده للتهته والتعتعه والإخطاء القراءيه التي لا يقع فيها جندي أمي من جنود الأمن المركزي ولن ةأقول طالباً إعدادياً ولا حتي إبتدائياً

وأعتقد أنه ليس من حق الداخليه كلها من أكبر أفرادها لأضغرهم
لصوصها وشرفاءها
أحرارها وخدمتها
أن تحتفل بهذا اليوم لأنهم جميعاً مشاركون إما بالتنفيذ او بالرضا والصمت والعمل ضمن المنظومه الفاسده
لا حق لهم في أن يدنسوا هذه الذكري الوطنيه المهمه ولا أن يدنسوا التاريخ المصري الجميل الجرئ الطاهر
الذي كنا ننظر له بشئ من الرفض دون ان نعي اننا سنقع في براثن من هو أسوأ

فتحيه لجنود وضباط الإسماعيليه
التي أعتقد أن منهم شخوصاً مازالت علي قيد الحياه
وتحيه معطره بقراءة الفاتحه لمن إستشهد منهم في الموقعه ومن مات بعدها

وسيل من الرفض واللعنات والتشفي لحبيب العادلي وذيوله والرؤوس التي يمثلون لها ذيولاً
ولا أعاد الله عيداً لكم

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

طال غيابك يا سيدي

نفتقدك قلمك منذ مده

لعل المانع خير

محبتي

غير معرف يقول...

لا تحرمنا منك

غبدالرحمن فارس

Perishable يقول...

استاذ يا جيفارا

م/ الحسيني لزومي يقول...

شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية بوضع بنر الحملة علي مدونتك.
بنر الحملة موجود علي مدونتي