الثلاثاء، 1 يناير 2008

إضراب الشحاتين

في أحدث حلقه من حلقات المسلسل الكوميدي التراجيدي الذي تكتبه وتخرجه وتقوم ببطولته حكومة دكتور كلين بمعاونة البلياتشو السيد مبارك الأب والإبن _ والروح القدس - ومعاونة عدد من الكومبارس الصامتين مثل الدكتور سرور وغيرهم
عقدت جلسه هزليه للمجلس يوم الإثنين الموافق 31 ديسمبر 2007 يعني بدأوا السنه زفت وبيختموها زفت علي راسهم وراس إللي جابوهم
ما علينا
الجلسه ياساده كانت لمناقشة البيان الحكومي الذي ألقاه السيد النظيف أحمد نظيف في عشية هذا اليوم
وقد تمت مناقشة أربعة عشر إستجواباً و146 طلب إحاطه مثلما قالوا وأذاعوا في المقتطفات التي بلا شك قد مرت علي جميع مونتيرات ماسبيروا قبل عرضها وربما مسك لها نظيف ماكينة الحلاقه بدلاً من المقص لأن الصبغه التي يستعملها كانت واضحه جداً علي مثار المناقشات
تحدث الأعضاء المعارضون بالطبع بإستثناء مصطفي بكره كده وأبو كده
أو مصطفي بكري في رواية أخري
لأن ده كان بيعمل حركه قرعه من حركاته المعروفه
أيوه الله ينور عليك معارضه حسب الطلب
وده كان باين قوي في تعقيبات الوزراء لأن الجميع علقوا نصاً بأسماء وآراء كل الأعضاء ما عدا بكري لأن هما إللي كاتبين له الإستجواب هايعلقوا علي إيه
المهم إن تعليقاتهم كانت سخيفه قوي وتحديداً علي مصيلحي بتاع الجوابات السابق إللي رد وإتتريق علي الأعضاء بطريقه حريمي بلدي قوي أعتقد إنه ما كانش متعمدها لأن واضح إن دي بيئته وإنه لازم يتعرض علي لجنه طبيه متخصصه في أمراض النساء والتوليد والعقم لتحديد النوع
ومن التعقيبات إللي كانت مستفزه جداً تعليق غير المفيد المدعو مفيد شهاب
واللي قام إتمطع وقال بكل برود إنه هو والحزب والحكومه والسيد الرئيس يتركون إنجازاتهم الكبيره للشعب ليحكم عليها
طب مش أنا من الشعب
أنا كنت عايز أمد إيدي اكسر شاشة التليفزيون وأحط صباعي ف عينه وبقه ولولا أنا مؤدب كنت قلت أحطله حاجه تانيه
وإنتهت الجلسه ياساده ياكرام بطلب موقع من 70 عضو إللي هما الشويه بتوع المعارضه إللي قلبهم ميت وقدروا يضحوا ويخاطروا ويروحوا الجلسه
طلب بسحب الثقه من الحكومه
وطبعاً سرور المسرور الضاحك الباسم من غير سبب وسايب الدبان داخل طالع كلفت الموضوع وكتب طلب ووقع لعشرين من تنابلة الحزب الوطني بالإنتقال لجدول الأعمال
ورغم إن ده متوقع وماكناش مستنيين اكتر من كده لكن الحوار نفسه خنقني
وكل ماتتفتح سيرة الأسعار والدعم والموضوع د=ه والحكومه والرئيس ومجلس الكنب بتاعنا أتخنق وأبقي عايز أهرش في حته كده مش ولابد
وعلي طول مع الموضوع ده مش عارف ليه بافتكر فيلم إضراب الشحاتين
طبعاً كلكم عارفينه
بتاع لبني عبد العزيز ومحمود المليجي وتحيه كاريوكا وكرم مطاوع وغيرهم من النجوم
والفيلم ده رغم إنه إنتاج الستينات إلا إنه يا أخي اكتر حاجه مناسبه للموقف ده وللحكومه دي بتاعة رجال الأعمال ومش بس رجال الأعمال لأ ده الشر برّه وبعيد منهم خمسه ولاد عمه وولاد خاله يعني حكومه عائليه
وكمان اتلفيلم ده هو أكتر حاجه مناسبه للشعب الجبلّه ده علشان يشوف الشحاتين عمل إيه ويعرف
الفيلم بيتكلم عن مصر في مطلع القرن العشرين او تحديداً في العقد التاني من القرن العشرين
والفيلم علي إمتداد زمنه_ تقريباً ساعتين _ مش جايب غير الشحاتين ومجموعه محدوده من العمال والإنجليز ومجموعه ضئيله جداً من الأغنياء
ويمكن لأن الفيلم أساساً بيتكلم عن الشحاتين
أو المخرج والمؤلف قصدوا إنهم يقولوا إن التركيبه المجتمعيه في الوقت ده كانت كده
ومش مقصود غن أغلب الشعب كانوا شحاتين زي الفيلم ما جابهم ولكن إنهم كانوا في المستوي إللي الشحاته عنده حاجه غير مستهجنه وإللي يمنعهم منها عفة النفس فقط
وأعتقد إن أغلب الشعب المصري دلوقتي كده
إدعوا لحكمة الرئيس الحكيم العليمخ الخبير الرؤوف الودود وإبنه إبن الـ....... إدعولهم إلهي يكرمكم دول بيتعبوا علشانكم ومش مستنيين مكافأه
نرجع للفيلم ونسيب موضوع الإنجليز لأن الملك او نقول الخديوي عباس حلمي التاني وبعديه السلطان حسين كمال ثم فؤاد رعاه الله كانوا عاملين في البلد اكتر من الإنجليز
نخلينا في الشحاتين إللي هما أبطال الفيلم
وتحديداً لما الثري إللي هو في الأصل كان من الطبقه دي بشكل أو بأخر إغتني جداً ووصل إلي الطبقه الأرستقراطيه وحدث التزاوج المكمل للوجاهه مع السلطه عبر إختياره وزيراً ليصبح منتمياً للمصالح العليا فقط وضد العمال الذين يعملون في المطاحن المملوكه له والذي كان هو بالأساس منهم
ليرفض أن يمنحهم حقوقهم الماديه بعد غلاء الأسعار وصعوبة المعيشه وكذلك يرفض منحهم أماناً مستقبلياً لهم ولأطفالهم عبر التأمين عليهم وأعتقد أن هذا بالضبط ما تفعله الحكومه معنا وربما أكثر ونموذج محمد رضا الثري الوزير هو نموذج النظام الحاكم الآن مجتمعاً او بشكل فردي
هو ينطبق علي النظام كاملاً وينطبق
علي مبارك أو إبنه أو نظيف أو مصيلحي وولاد خالاته وعمّاته رشيد ومنصور والمغربي وأنس
محمد رضا الوزير الثري يريد أن يكمل وجاهته الإجتماعيه عبر باب الخير والإحسان وإلقاء لقمه للغلابه ليصبح هو المحسن الكبير ورجل البر والخير كما كان يسوق له لسانه ورجله الأول الإنجليزي _ سمير صبري_ فهو تزاوجاً بين السلطه والمال والإحتلال حتي ولو عبر التحدث خلال لسان النموذج الإنجليزي الذي لأتي كاتباً ومراجعاص ومصححاً لكلمات الوزير الجاهل التافه
ولتتم منظومة الوجاهه فليقيم الوزير وليمه في يوم من أيام رمضان للشحاتين
ويذهب سمير صبري إلي شحاتين السيده ليزف إليهم الخبر معتقداً انهم سيهرولون معه ويبيتون أما السرايا إلي أن يحين الموعد المحدد للوليمه
ولكن لبني عبد العزيز _ أو عزيزه الشهيره بشكل _ ترفض الصفقه معلنه أنهم لابد أن يأخذون ريالاً للفرد
ليرفض المفوض السامي وينتصب راجعاً ليخبر الوزير الذي يأمره بالتوجه لشحاتين الحسين ليحضرهم بدلاً من شحاتين السيده
ولكن شكل أو لبني قد سبقته وقامت بالواجب
ليعود للوزير بطلب خمسين قرشاً للفرد ويجد الوزير نفسه في مأزق فيوافق ولكن دورة المفاوضات تصل إلي جنيه للفرد
ليوافق الوزير مضطراً علي هذا الشرط وعلي العدد الذي صار يجمع شحاتين السيده مع شحاتين الحسين بدلاً من وجود طرف واحد منهم
لنجد أن الوزير الذي رفض أن يعطي للعمال حقوقهم عبر مطلبهم بزياده عشرة قروش في اليوميه أعطي ألف جنيه لكي يظهر بصورة المحسن الخيّر
وليذهب الشحاتون في يوم الوليمه إلي سرايا الوزير ويبدأون في إلتهام الأكل والغناء والثرثره وإثارة الجلبه ولما لم يأت الصحفيون ورجال المجتمع فإن ضرورة الوليمه قد إنتفت لدي الوزير وبالتالي صرخ فيهم معلناً أوامره بالكف عن هذه الفوضي والخروج من السرايا لينطق جمع من الشحاتون قائلين بالغناء بما معناه يالا نسيبنا منه وناكل
وهنا تنطلق حكمة العمل غناءً علي لسان لبني عبد العزيز قائله


أكل الـــذل ما يِشْبِعناش
كل ده من فضلة خيرنا إحنا
وفضلة خيرنا مانشحتهاش


وهكذا جاءت حكمة العمل وتلخيص الموقف علي لسان الشحاته الجاهله شكل
وهو الدرس الذي لم نعيه إلي الآن
الحكومه والنظام يتعاملون معنا بمنطق الشحاتين ومأن ما نأخذه صدقه ومن منهم علينا غير معترفين بأننا أصحاب البلد وأصحاب الحق في هذا الخير والنعيم الذي يرفلون فيه من أموالنا
والحل أن نعي حكمة إضراب الشحاتين
لأن النظام رغم تعامله هذا فهو يحتاج للوجاهه الدوليه التي لن يحصل عليه إلا عبرنا نحن ولا يستطيع أن يفعل معنا مثلما فعل محمد رضا مع شحاتين الحسين والسيده
وعلينا أن نرفض منّه علينا وإذلاله لنا بهذه الطريقه
علينا أن نرفض الدعم الذي يقررونه بطريقتهم ولن نحصل علي الدعم إلا بطريقتنا نحن
علينا أن نرفض صلفهم السياسي والبوليسي وسوف يلتزمون حدودهم
علينا وعلينا وعلينا
وسوف يتحقق ما نصبو إليه لأن النظام يشتري منا الوجاهه الإجتماعيه والشرعيه السياسيه والدوليه وسيوافق علي ما نريد
بشرط أن ننفذ الأمر بحذافيره وبإتفاق جماعي
الحل صدقوني هو
إضراب الشحاتين

ليست هناك تعليقات: