الثلاثاء، 11 ديسمبر 2007

تحيه وتقدير لنجيب ساويرس

بحق آلمني جداً ما أثير مؤخراً من جدل حول تصريحات نجيب ساويرس بشأن الحجاب
وبغض النظر عن مسائل أثيرت من ناحية كونه ليس صاحب حق في أن يعقد مؤتمراً صحفياً يبث فيه آرائه هذه أو أنه ليس صاحب صفه
فإن الموضوع يحتاج أن نتخلص من عقدتنا الأزليه المترسخه في نفوسنا من ناحية كلام كل طرف عن الآخر أو تحديداً كلام المسيحي عن الإسلام والعكس
وكثيراً ما يخدعنا النظام ووسائل الإعلام معه سواء كانت تقصد الخداع أو التهدئه قائلين أن الأمور في مصر علي مايرام وأن المسلمين والمسيحيين أخوه يعيشون في وئام وسلام
وهذا طبعاً ليس من الحقيقه في شئ وبالتتبع تعلمت أن أقصي مد طائفي يتزامن مع الكلام عن الوحده الطائفيه وهذا أيضاً يعززه المنطق فإذا كانت الأمور طبيعيه فأنت لن تحتاج لأن تتحدث في هذا الموضوع من الأساس أما كونه حاضراً وفارضاً لنفسه علي الساحه ومع كلماتنا وكلمات الإعلام فإننا نحاول جميعاً أن نخفي أشياءً تعتمل بداخلنا
نحن ننحو بمسألة حرية التعبير جوانب أخري غير ما تعنيه هي نفسها
فليست حريت التعبير أن أنتقد الإسلام والمسلمين وتصرفاتهم ثم إن أتي أحد الأقباط منتقداً لنا نتغاضي عن كل خلافاتنا الشخصيه ونعمل بمبدأ إتحدوا في وجه العداء
من حق الجميع التعبير عن أي شئ وكل شئ بغض النظر عن كونه شريك في الرض والمصير وأن تصرفاتنا في ديننا ومساجدنا تاؤثر عليه أم لا
إنتقاد الإسلام والمسلمين والرسول والله نفسه طنين لا يخفت في الغرب دقيقه واحده ولكننا نحاول أن نعمل بطريقة إضرب المربوط يخاف السايب
علي جمعه ويوسف البدري وعزت عطيه ومحمد عماره وغيرهم لهم آراء كثيره تسئ للإسلام أكثر مما تخدمه
من حق الشريك الذي قع في دائرتنا وفي مرمي تأثير ديننا أن يعلن عن مخاوفه وأن ينتقد وعليناغ أن نرد علي الرأي بالرأي وأن نشرح ونفسر
لاشك أن هناك مشكله كبيره من ناحية تغلغل أفكار دينيه سعوديه وإيرانيه في المجتمع المصري والحجاب السعودي أو الإيراني ليس نمطاً من الملبس وحسب وإنما يحمل في طياته ولو بعض أفكار المنشأ واعتقد اننا جميعاً نلحظ هذا في أغلب الخطابات الإسلامنيه المعلبه والمتواجده الآن علي الساحه والتي تتنوع في القسوه والتششد والبكاء والعويل والترغيب بحسب الطوائف الإجتماعيه والقدرات الماديه
هناك مشكله في خانة الديانه في البطاقات لا ينكرها إلا منحاز أو جاهل
مشكله تتعلق بالكبت الذي يتنوع بين كبت البهائيين الذين لا يسمح لهم بالتدوين وفق ديانتهم في بطاقاتهم بغض النظكر عن حكم المحكمه الإداريه العليا لأن المحكمه في النهايه تحكم من إطار نصوص هي بالإساس محل إعتراض
هناك مشكله في تدوين الديانه تتعلق بالمعامله لا أحد يمكنه أن ينكر أن المعامله في الجهات الرسميه تتحدد ولو بشكل جزئي وفقاً لديانتك في البطاقه ومن موظف أو ضابط مسلم إلي مواطن مسيحي والعكس نجد أننا واقعون في دائره من الإقصاء والإقصاء المضاد لا أعلم هي لمصلحة من بالإساس
ولإني لست من أنصار نظريات المؤامره الخارجيه فلا أجد مستفيداً من هذا سوي النظام الحاكم الذي يشتتنا في إتجاهات لا طائل من خلفها
من صك تقسيم حرية الرأي بأنه لصاحب المعتقد ومن قال أن نجيب ساويرس أو غيره من المسيحيين أو اليهود أو الملاحده ليس لهم الحق في التعبير عن آرائهم في الإسلام
أنا أرفض هذا التقسيم لأنني أمارس حريتي في التعبير بشكل كامل ودون تجزئه
أرفض أنماطاً من التشدد والفكر المغلق والمغلوط للإسلام
أرفض الوهابيه ودخول التشيع في القاموس المصري بقوه مع إحترامي له ولإتباعه كحق لهم في الوجود والإعتقاد والتعبير
كما أرفض البطريركيه والمجمع المقدس والمجلس الملي وتصرفاتهم
وأرفض عقيدة التثليث التي إستحدثت علي المسيحيه بعد المسيح بأكثر من ثلاثة قرون
مع كامل إحترامي لهم جميعاً في الوجود وفق ما يريدون وما يقتنعون
أعبر عن رأيي كاملاً في أي مجال ومن يريد أن يسيطر علي رأيي ليس له إلا الحذاء
وأقبل من ساويرس أن يعبر عن رأيه كيفما شاء وبأي طريقة أراد بها أنة يعبر
ليس التصرف الطبيعي أن نتعامل مع آراء ساويرس بالرفض والنفي والتهجم وأن أري دعوات من الكثيرين تدعو لأن نقاطع موبينيل وغيرها من شركات ساويرس بنفس المنطق الغبي الذي دعانا لأن نقاطع البضائع الدنماركيه في حملة الإساءه للرسول والتي فيما أعتقد ساهمت في طرح صوره مشوهه عنا للرأي العام الأوربي
ليست الطريقه المثلي للتعايش والتصحيح أن ينفي بعضنا الآخر في سياق معتاد تاريخياً ومتجدد في كل الأزمات التي مرت علينا عقائدياً وسياسياً
من حقي كمسلم أنة أنتقد ما لا يعجبني في التصرفات والسياقات التطبيقيه للشعائر والمعتقدات في الإسلام ومن حق ساويرس هذا أيضاً لن النمط الذي بدأ يغزو مصر من الفهم الراديكالي للإسلام يؤثر بلا شك علي كل من يشارؤكوننا هذه اللأرض ولا يخضعونه لنفس المنظومه العقائديه
ولا شك أن حوادث دهب وشرم الشيخ وميدان التحرير وغيرها سابقاً ولاحقاً بصرف النظر عن معتقد من نفذها فإنها لم تفرق بين مسلم ومسيحي ومن حق المسيحي واليهودي المصري أن يخشي علي حياته وعلي معتقده من أشكال وأفكار لم يرها علي هذه الأرض من قبل ولا شك أن تواجدها بمثل هذه القوه سوف يحدث تغييراً في البنيه الثقافيه والمجتمعيه من ناحية قبول الآخر واقعياًُ
والتعامل معه دون إطارات فهم وتصنيف مسبقه
أحيي ساويرس علي جرأته في التعبير عن رأيه وليس هذا لأنني أتبني من سنوات طويله وقبل أن يعلن عن آراءه
أتبني هذه الآراء بل وأزيد عنه في جزئيات كثيره أعتقد أنه يعيها ولم يمنعه عنها سوي الحرج الذي اطلب من الجميع التخلي عنه
فكلنا نلمس نفس المشكلات ونعيش في داخلها ولا أمل للخلاص منها إلا بعمل جماعي فالسير فرادي في إتجاهات الإ صلاح والتغيير لن يحرز تقدماً علي الأرض
ولابد أن يكون محركنا الأول والأخير إن أردنا الخير لهذا البلد ولنا
الدين لله


والــــــــــــــــــــــــــــــــــوطن للجميــــــــــــــــــع

ليست هناك تعليقات: